مراقبون: تصعيد الفصائل التابعة لإيران قد يجر العراق إلى دوامة الحرب (خاص)

يبدو أنَّ الحربَ التي تخطَّتْ عامَها الأول في قِطاعِ غزّةَ الفلسطيني لن تقتصرَ على جماعةٍ بعينِها أو مِنطقةٍ دونَ سواهشا، فأوارُها قد امتدَّ إلى لبنانَ مؤخّراً بجريرةِ حزبِ الله، وها هي اليومَ تقتربُ من العراق، مع تصاعد هجمات الفصائل المسلّحة التابعة لإيران، لا سيما وأنَّ إسرائيل قد هدَّدت بضرب تلك الفصائل في عُقْرِ دارِها.

تهديدُ الجيش الإسرائيلي بضرب الفصائل جاء عَقِبَ تكثيف الأخيرة إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ إلى داخل العمق الإسرائيلي على خلفية التصعيد في لبنان، ما ينذر بجر العراق إلى دوامة الحرب في المنطقة، يقول مراقبون.. إذ من المحتمل أن يكون الرد الإسرائيلي مشابهاً لما يجري في ضاحية بيروت الجنوبية، خاصة وأن الطائرات المسيّرة تسببت بمقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين.

في السياق ذاته أكّدت مصادرُ أمنية عراقية أنّ المعلومات المتداولة داخل أحزاب وجماعات الإطار التنسيقي تشير إلى أنّ تل أبيب حدَّدت خمسةً وثلاثينَ هدفاً داخل العراق يمكن ضربها في أيِّ لحظةٍ، بما في ذلك استهداف قياداتٍ سياسيةٍ بارزة وزعماءِ فصائلَ على غرار ما حدث مع حزب الله اللبناني.

 

مراقبون للشأن الدولي ذهبوا إلى أنَّ ما يشجع إسرائيل على ضرب الفصائل التابعة لإيران سواءٌ في سوريا أو العراق هو تكثيف التحالف الدولي من استهدافِهِ لتلك الفصائل في الآونة الأخيرة، بينما يرى آخرون أنَّ البُعد الجغرافي قد يكون ميزةً تخدم الفصائل في العراق؛ كونها بعيدةً عن حدود إسرائيل، ولكن ذلك لا يعني عدم قدرة الأخيرة على توجيه ضرباتٍ انتقاميةً، مثلما تفعل ضد الحوثيين في اليمن.

وكانت إسرائيل قد وسّعت الشهرَ الماضي نطاقَ الحرب التي تخوضها في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ألفين وثلاثة وعشرين، لتشملَ العديد من المناطق في لبنان، بما فيها العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، عبر غاراتٍ جويةٍ غيرِ مسبوقة، وتوغّلٍ بريٍّ في الجنوب… وبحسبِ محلّلينَ فإنَّ الحرب في المِنطقة لن تقف عند غزّةَ ولبنانَ وسوريا والعراقِ، فالتحذيراتُ الدوليةُ تدوي من كل اتجاه، ما يُنذرُ بدخول الشرق الأوسط في دوامةٍ لا يُمكنُ التنبُّؤُ بمنتهاها.