مدينة منبج السورية ـ ـ هل ستضع حليفي الناتو وجهاً لوجه؟

حقيقةُ ما سيتقرَّرُ حولَ مصيرِ مدينةِ منبج السورية، مازالت تتأرجحُ بين التصريحات ِالإعلامية بين الجانبين التركي والأمريكي.

الموقفُ الرسمي التركي وإن كان يراهُ البعضُ دليلاً على الارتباك، إلا أنه قد يؤشِّرُ لبدايةِ مواجهةٍ بين حليفي الناتو.
الرئيسُ التركي رجب طيب أردوغان انتقدَ مؤخّراً الوجودَ الأمريكي في شمال سوريا، قائلاً “يقولون إنهم لن يغادروا منبج، لكن أنتم لا تملكونَ الحقّ في البقاءِ هناك”، في إشارةٍ للولاياتِ المتحدة.
انتقاد ُالرئيسِ التركي جاءَ بعدَ أيامٍ من إعلانِ وزارةِ الدفاع الأمريكية، البنتاغون، أنها لن تسحبَ القواتِ من منبج رغم مطالباتِ تركيا لها بذلك.
بينما أكد وزيرُ الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بعد خطابِ رئيسِ بلادِهِ بيومٍ واحد، أنهم سيتحرّكون ضدّ وحداتِ حمايةِ الشعب، في منبج برضى واشنطن أو بدونها.
التحالفُ الدولي الذي تقودُه الولاياتُ المتحدة نفى وجودَ تفاهمٍ مع تركيا بشأنِ مدينةِ منبج، وقال العقيدُ رايان ديلون لوكالةِ الأنباءِ الروسية “نوفوستي”، إن التحالفَ لا يعلمُ ما هو “التفاهمُ” الذي تزعمُ أنقرة أنها توصَّلت إليه مع واشنطن بشأنِ مدينةِ منبج السورية.
وكان جنرالٌ أميركيّ رفيع المستوى أكدَ في النصفِ الأول من شباط /فبراير العام الجاري، إن قواتِه ستردُّ بقوةٍ على أيِّ هجومٍ يحظى بمساندة تركيا، بعد أن هددت تركيا بمهاجمةِ القواتِ الأمريكية المتحالفة مع وحداتِ الحماية في منبج، بالتوازي مع تهديدِ أردوغان الولاياتِ المتحدة بتلقّي “صفعةً عثمانية”.
بالرغم من ذلك، يرى مراقبون أن المسؤولين الأتراك ليسوا في واردِ أن يضعوا نفسَهم في مواجهةِ القوات الأمريكية المتواجدة في شمال سوريا، لسببين، أولهما أن عمليةَ العدوان التركية في عفرين زادت من دائرةِ أعداء ِتركيا إقليمياً ودولياً، والثاني ان تركيا تعيش أزمات متعددة داخلية وخارجية.
على خطٍ موازٍ يرى خبراءُ عسكريون أن المسؤولين في أنقرة يعرفون حدودَهم جيداً في العلاقة مع واشنطن.

قد يعجبك ايضا