لم يعد رئيس النظام التركي رجب أردوغان قادراً على إخفاء خططه التوسعية في المنطقة عموماً وسورياً خصوصاً، بعد التصريحات العديدة التي تحدث فيها عن “الوطن التركي الكبير” و”الميثاق الملّي” و”الوطن الأزرق”.
محللون أكدوا أن مواقف وتصريحات أردوغان، تشير إلى أن أنقرة تسعى لضم المناطق المحتلة في شمال سوريا إلى الأراضي التركية بشكل رسمي، على غرار لواء اسكندرون وشمال الجزيرة القبرصية.
وقال عصام زيتون وهو باحث أكاديمي ومعارض سوري في تصريح خاص لقناة اليوم ” إذا استمرت الأمور على هذا المنوال فإنها ستفتح شهية تركيا، وكافة الدول التي لها أطماع في سوريا”.
ويسعى النظام التركي من خلال ما يسمى “الميثاق الملّي” العودة إلى احتلال أراضٍ من سوريا والعراق واليونان، بينما يجسد فكرة الوطن الأزرق حلم أنقرة في السيطرة على البحار المحيطة بتركيا وهي المتوسط وإيجة ومرمرة والأسود.
ورغم تدخل جيش النظام في العديد من الدول والمناطق من بينها العراق وليبيا وإقليم أرتساخ، لكنه في الحالة السورية، ومع استمرار مزاعمه عن وحدة أراضي سوريا، سعى لربط المناطق السورية المحتلة بالمحافظات التركية، سياسياً وعسكريا وإدارياً وتعليمياً، وكأنها جزء من الأراضي التركية.
النظام التركي لم يكتف بحكم هذه المناطق بل عمد إلى تتريكها، عن طريق تغيير الكتب المدرسية وتدريس المواد باللغة التركية، ورفع العلم التركي على المباني، بالإضافة إلى تغيير لافتات الطرق والميادين والمؤسسات العامة وأسماء الشوارع التي باتت هي الأخرى تحمل أسماءً تركية.
وأشار عصام زيتون إلى أنه ورغم المخاطر والتهديدات التي يطلقها النظام التركي، لكن ما تزال القوى السياسة السورية، تراوح مكانها وغير قادرة على تقديم رؤية واقعية مقبولة من المجتمع الدولي.
وبحسب المعارض السوري فإن الوضع يتجه نحو الأسوأ، مع تداخل القوى الدولية والإقليمية وتصادم المشاريع وحرب الأحلاف داخل الأراضي السورية، وبات يتطلب من القوى السياسية السورية خطاباً جديداً يرتقي لمستوى الحدث.
ويرى مراقبون أن خطط النظام التركي التوسعية، المخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، تستند إلى خيالات وأحلام الامبراطورية العثمانية التي لم تقدم للبشرية سوى الدمار والويلات والمجازر.