محللون: الاحتجاجات ضد “النصرة” موجة حراك شعبي جديدة ضد حكم الإسلاميين في سوريا
مظاهرات شعبية حاشدة تشهدها إدلب وريفها ومناطق بريف حلب شمال غربي سوريا، تنادي بإسقاط حكم هيئة تحرير الشام الإرهابية “جبهة النصرة سابقاً” ومتزعمها أبو محمد الجولاني، لتشير بحسب محللين إلى حراك شعبي جديد ضد حكم الإسلاميين في المنطقة.
فبحسب المحللين، بات التوتر والاحتقان الشعبي، إلى جانب التصعيد العسكري من أبرز المشاهد في شمال غربي سوريا، جراء استمرار انتهاكات الهيئة الإرهابية التي ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وممارسة شتى أنواع الضغط على المدنيين هناك.
المحللون اعتبروا أن توقيت اندلاع الاحتجاجات في مناطق شمال غربي سوريا، يسلط الضوء على صراع النفوذ بين القوى المتداخلة في الأزمة السورية ومحاولة كل طرف تحريك الأمور بما يخدم مصالحه، وتحديداً في ظل الحديث عن توجه تركي ممنهج لإضعاف الهيئة الإرهابية على اعتبار أنها وزعيمها الجولاني يعرقلان المخططات والتسويات التي يجري العمل عليها في المنطقة.
وبالعودة في الزمن للوراء قليلاً فقد عمد الجولاني منذ العام الماضي، مع الحلقة الضيقة المحيطة به، على ضرب القيادات البارزة والمختلف معها داخل الهيئة، على غرار المدعو أبو ماريا القحطاني الذي قتل مؤخراً بهجوم مسلح بعد أن اضطرت هيئة تحرير الشام الإرهابية للإفراج عنه من سجونها بعد اعتقال لأكثر من ثلاثة أشهر بتهمة “العمالة”.
وتظهر الأحداث المتسارعة بحسب المحللين، أن الاحتجاجات الحالية في شمال غرب سوريا لها أبعاد عسكرية وسياسية واجتماعية، كما أنها ستؤثر بشكل أو بآخر على مستقبل المنطقة، خاصة على صعيد الأمن والاستقرار في حال قوبلت بالعنف، كما أن احتواءها قد يؤدي إلى تغيير في قيادات الهيئة الإرهابية، وإجراء تغيير فعلي في هيكليتها وموازين القوى داخلها.
هذه المظاهرات المستمرة والمطالبة بإسقاط حكم هيئة تحرير الشام الإرهابية الذراع السوري لتنظيم القاعدة، ومتزعمها “الجولاني” يعتبرها المحللون جولة جديدة من الحراك والرفض الشعبي لمشروع الإسلاميين في المنطقة، بعد سنوات من انتفاضات واحتجاجات أسقطت حكم جماعة الإخوان في مصر، بعد تقارير عن ارتكابه انتهاكات وقمع بحق المعارضين وإساءة معاملة النساء والمختلفين في العقيدة والفكر إضافة لافتقاره لبرامج واقعية للإدارة وتحسين الواقع المعيشي.