محتجون يحرقون القنصلية الإيرانية في النجف جنوبي البلاد
فصول احتجاجات الشارع العراقي ككرة الثلج في توسع مستمر مطلبياً ومناطقياً، بدأت باحتجاجات لتحسين مستوى المعيشة لتتحول إلى مطالب سياسية تصر على رحيل الزمرة الحاكمة ومحاسبة الفاسدين، لتصل أخيراً إلى إحراق القنصلية الإيرانية في مدينة النجف.
محتجون عراقيون أحرقوا، مساء الأربعاء، مقر القنصلية الإيرانية بمدينة النجف جنوبي البلاد، وأنزلوا العلم الإيراني من مبنى القنصلية ورفعوا العلم العراقي بدلاً منه.
وأطلقت قوات الأمن العراقية النار وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، ومنعهم من الوصول إلى القنصلية، ما تسبب بإصابة نحو مئة متظاهر بجروح، وأظهرت صور جرى تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي انتشاراً أمنياً كثيفاً في محيط القنصلية، فيما تحدثت مصادر أن السلطات فرضت حظرا للتجول في النجف.
وتعد هذه أحدث خطوة يتخذها المحتجون في البلاد ضد إيران، بعد أن حاصر متظاهرون مطلع تشرين الثاني الجاري، مقر القنصلية الإيرانية بمدينة كربلاء المجاورة للنجف وحاولوا إحراقها، معتبرين أن طهران تقف خلف النظام السياسي الفاسد في العراق على حد وصفهم.
وتحدثت تقارير عديدة عن تورط إيران في قمع الاحتجاجات العراقية، وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن قائد فيلق القدس قاسم سليماني وصل بغداد في الرابع من تشرين الأول الماضي، لضبط أنشطة الحكومة المناهضة للاحتجاجات، مؤكدة أنه ترأس اجتماعا أمنيا عوضا عن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
وتتمثل التكتيكات التي اتبعتها السلطات العراقية بناء على توجيه إيراني حسب التقارير، في حصر الاحتجاجات داخل ساحة التحرير وسط بغداد، وهو أمر أكدته مصادر أمنية بالقول إن أجهزة الأمن تعمل على إحكام الطوق على الساحة من كل الاتجاهات.