مجلس الأمن يصوت بالإجماع على قرار وقف النار والنظام السوري يستهدف الغوطة

بُعيدَ صدورِ قرارِ مجلسِ الأمن الدولي والقاضي بوقفِ الأعمالِ القتالية لمدة 30 يوماً صعَّد النظام من غاراته التي راح ضحيتَها أربعةٌ وخمسون مدنياً في غوطة دمشق الشرقية، وبحسب المرصدِ السوري لحقوق الإنسان فإن عددَ من فقدوا حياتَهم هناك ارتفعَ منذُ أسبوع إلى أكثر من 500 مدنيِّ، وعددَ الجرحى ارتفع لنحو ألفين وثلاثمئة وثلاثين جريحاً، بينهم المئاتُ جروحُهُم بليغة.
فيما لا يزال هناك عشراتُ المفقودين تحتَ أنقاضِ الدمار الذي خلّفه القصفُ، ما يجعلُ عددَ القتلى قابلاً للازدياد بشكلٍ كبير.
في حين أفادت مصادرُ ميدانية بأن قواتِ النظام تحاولُ اقتحامَ الغوطةِ الشرقية من محور “حوش الضواهرة” شرقي الغوطة، بعد أن حشدت قواتها هناك، بينما تواصل الفصائل المسلحة تصديها لمحاولات التقدم.
يأتي هذا فيما قال مصدر في قيادة شرطة دمشق التابعة للنظام إن قذائف أطلقتها الفصائل المسلحة على أحياء باب توما وباب شرقي وبرزة البلد وشارع بغداد ومحيط سوق الهال، أدت لتضررِ سور دمشق الأثري وأحد المساجد وبعض المنازل.
كما أفاد المرصدُ بأن طائراتِ النظام قصفت كلاً من مدن دوما والشيفونية في الجيب الخاضع لسيطرة الفصائل المسلحة، التي أعلنت بدورها التزامها بالقرار الدولي لوقف إطلاق النار مع التعهد بحماية قوافل الإغاثة.
وكان مجلسُ الأمن ِالدولي صوّت بإجماعِ أعضائه الـ15، على مشروعِ قرارٍ “يُطالب” بوقفِ الأعمالِ القتالية في عمومِ سوريا 30 يوماً، دون تحديد موعدٍ واضح لبدء تنفيذه.
المشروع الذي قدمته السويد والكويت يطالبُ الأطرافَ كافةً بوقفِ الأعمالِ العدائية فوراً، ويتضمن طلباً لوقفِ إطلاقِ النار لمدة 30 يوماً للسماح بدخول المساعدات والإجلاء الطبي.
ويشمل القرارُ رقم 2401 جميعَ الأراضي والمناطقَ السورية، ما عدا المناطقِ التي يتواجدُ فيها تنظيمُ “داعش”، وتنظيمُ جبهة النصرة.
ويذكر أن مندوبَ سوريا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، قال بعد تبنّي مجلسِ الأمن لقرارِ وقفِ إطلاقِ النار، إن بلادَهُ “ستستمرُّ في محاربةِ الإرهاب أينما وُجِد على الأرض السورية، في الوقت الذي نُمارسُ فيه حقَّ السيادةِ والدفاع عن النفس.”
تزامن هذا مع دعوةِ سفيرة الولايات المتحدة الأميركية، نيكي هيلي، النظامَ السوري وحلفاءَهُ للالتزام بقرارِ المجلس ووقفِ إطلاقِ النار فوراً، قائلة: “يجب أن نسعى جميعاً لتنفيذ قرارِ مجلسِ الأمن بشأنِ الهدنة في سوريا”.

قد يعجبك ايضا