مجدداً.. المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان في مرمى الاستهدافات الإسرائيلية (خاص )

استكمالاً لاستراتيجيةٍ عسكريةٍ إسرائيلية، هدفُها “ضربُ المنبع قبل المصب” وفقاً للرواية الإسرائيلية، تعود المعابرُ الحدودية بين سوريا ولبنان، لمرمى استهدافات الطيران الإسرائيلي، لقطع ما وصفتها تل أبيب بخطوط “الأوكسجين” الإيرانية لحزب الله من سوريا.

آخر استهدافات الطيران الإسرائيلي بعد تعرُّض معبرَي “المصنع” و”جوسيه القاع” الحدوديين مع سوريا، لعدة ضرباتٍ إسرائيلية أخرجتهما عن الخدمة، هو استهدافُ معبر قرية حوش السيد بريف حمص يومَ الأربعاء، الأمرُ الذي حرم آلاف الوافدين الفارّين من الحرب الدائرة في لبنان، من الدخول إلى الأراضي السورية.

استراتيجيةُ ضربِ الممرات البرية بالنسبة لتل أبيب، لم تتوقف عند الطرق الرئيسة والمعابر الحدودية، حيث طال القصف الإسرائيلي مواقعَ ومستودعاتِ أسلحةٍ تابعةٍ لحزب الله، في مدينة القصير عند الحدود السورية اللبنانية.

الهجمات الأخيرة على مواقع الحزب في مدينة القصير، قوبلت بتبنّي إسرائيل، التي قلّما تعلن مسؤوليتها عن تلك الهجمات أو تعلّق عليها، مشيرةً إلى أن طائراتها الحربية استهدفت مواقعَ تستخدمها وحدةُ التسليح التابعة لحزب الله في المنطقة، وذلك قُبيل تعهُّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بقطع خطوطِ الدعم والإمداد بين حزب الله وإيران، عبر الحدود مع سوريا.

تصاعُدُ حدة الضربات الإسرائيلية على المعابر والطرق الحدودية، إضافةً إلى المواقع التابعة للحزب، عزاه مراقبون لخطةٍ إسرائيليةٍ متكاملة، هدفُها عزلُ حزب الله عن العمق السوري وقطع خطوط إمداده، وبالتالي التمهيدُ لمرحلةِ تصعيدٍ أشد، داخل الأراضي السورية.

وكما هي العادة، وبحسب محللين، فإن تلك الضرباتِ التي استهدفت مواقع الحزب داخل الأراضي السورية، قوبلت بنوعٍ من القبول والرضا من جانب الحكومة السورية، التي لم تحرِّك ساكناً إزاء ذلك، فيما ذهب آخرون إلى أن الحكومة السورية، ليست بحالٍ يُتيح لها اتخاذ أي ما من شأنه الزجُّ بها بحربٍ مع إسرائيل، في ظل الأوضاع الاقتصادية والإدارية الهشة، التي باتت تعيشها، نتيجة الحرب الدائرة في البلاد منذ عام ألفين وأحد عشر.