مبادرة الإدارة الذاتية مفتاح الحل السياسي في سوريا
مع استمرار الأزمة السورية وتأثيرها على المحيط العربي عامّةً والإقليمي خاصّةً، جاءت مبادرةُ الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا للحل ترجمةً للواقع الذي تعيشه سوريا، وبما يتماشى مع جميع الطروحات الدولية لحل الأزمة، وبما يتوافق مع المسار العربي الأخير.
ففي خضم كل هذه السنوات لم يتم طرحُ أيّ مشروعٍ واقعي، من شأنه أن يكون كمفتاح حل سياسي شامل للوضع في سوريا، وينهي معاناة الشعب السوري ويفتح الباب لعودة آمنة للاجئين في الخارج.
فكانت هذه المبادرة التي تعبّر عن رؤيةٍ واقعيةٍ للحل بعيداً عن الخيال والعاطفة، مبنيةً على أساس وحدة الأراضي السورية من خلال الحل السياسي السوري – السوري، الذي يعتمد على الحوار بين كافة القوى الوطنية مع دمشق كضرورة حتمية للوصول إلى حل جامع للأزمة.
وهذه المبادرة فنّدت كل الاتهامات التي تطال الإدارة الذاتية بأنها مشروع انفصالي، كما أنها تقرع بابَ الحوار الجاد والذي من شأنه أن ينهي معاناة ومأساة شعبنا السوري، ويعيد بناء سوريا الحديثة على أسس ديمقراطية، بما لا يتعارض مع القرار الأممي ٢٢٥٤ – والتوزيع العادل للثروات والموارد الاقتصادية، وبالتالي المساهمة في عملية التنمية والتطوير الاقتصادي للبلاد، وتحسين دخل الفرد والواقع الاقتصادي بما ينعكس إيجاباً على حياة المواطن السوري.
إننا في شمال وشرق سوريا منفتحون وملتزمون أخلاقياً ووطنياً بالعمل على إيجاد صيغ مناسبة لإنهاء معاناة الشعب، وحل الأزمة في البلاد.
وندعو الدول العربية للعب دور بناء في هذا الحوار وذلك انطلاقاً من البيان التشاوري الصادر عن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في المملكة العربية السعودية الذي تمخض عنه لاحقاً قرار عودة سوريا لجامعة الدول العربية.
الكاتبة: سينم محمد – ممثلة مسد في واشنطن