مباحثات روسية- أمريكية بشأن الجنوب السوري وترامب قلق

على مايبدو أن الصورةَ في الجنوبِ السوري باتت تقتربُ إلى الوضوحِ أكثرَ فأكثر، فالجبهة التي كانت الأكثرَ نشاطاً منذ بدايةِ الأزمة السورية، تحولت إلى الجبهةِ الأشد هدوءاً، بعد دخولها في اتفاقِ خفض تصعيدٍ رعتهُ أطرافٌ فاعلة في الصراعِ السوري، أبرزها روسيا وأمريكا، إلا أن بدءَ النظام السوري بحملتهِ العسكرية جنوباً برفقةِ غطاءٍ جويًّ روسي، يشي بتوصلِ تلكِ الأطراف لاتفاقٍ وإن كان غير معلن.

أما المشهدُ الميداني، فقد استجدَ عليه إسقاطُ طائراتِ النظام لبراميلَ متفجرة على مدينة درعا، أمس الأثنين، وذلكَ لأولِ مرة منذ عامٍ تقريباً، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر كلٌّ من المرصد ووسائل إعلامٍ تابعة لحزب الله، إن قوات النظام استردت منطقة بصرى الحرير الواقعة جنوب غرب البلاد من الفصائل المسلحة في أول تقدم لها في إطار حملتها العسكرية بالقرب من الحدود الأردنية.
وبهذا التقدم المعلن تكون قوات النظام قد شطرت الأراضي الخاضعة للفصائل المسلحة في شرق محافظة درعا إلى شطرين.
وأضاف المرصد إن الطائرات أسقطت على الريف الشرقي لدرعا منشورات، تطالب الأهالي بالتعاون معها لطرد الإرهابيين، في مسعىً من قوات النظام لدفع الفصائل على الاستسلام.
و على صعيدٍ متصل تجددت الاشتباكات بوتيرةٍ متفاوتة العنف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الفصائل المسلحة من جهةٍ أخرى، على محاور في القطاع الشرقي من ريف درعا، حيث تركزت الاشتباكات في منطقة اللجاة، وسط استهدافاتٍ متبادلة بين الطرفين، أدت لنزوح وتشريد الآلاف نحو مناطق اكثر أمناً.

من جانبهِ أعربَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقه إزاء نشاطِ ما وصفها بالقوى الموالية للنظام السوري في جنوب غرب البلاد.
وذلك من خلالَ بيانٍ صحفيٍّ صدرَ عن البيت الأبيض عقب محادثاتٍ أجراها مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، أمس الأثنين: إذ شدد ترامب على أن هدفهُ يكمن في التصدي لتأثيرِ إيران الخبيث في سوريا والشرق الأوسط، معرباً عن قلقهِ حيالَ الهجمات، التي تشنها قواتٌ موالية للنظام السوري في جنوب سوريا”.
بدورهُ صرّح ميخائيل بوغدانوف نائبُ وزيرِ الخارجية لوكالة الإعلام الروسية “إن المسؤولين الروس يأملونَ في بحثِ الوضع في جنوب غرب سوريا مع مستشارِ الأمن القومي الأمريكي جون بولتون قريبا، ومع الأردن بشكلٍ منفصل”.

قد يعجبك ايضا