ماكغورك تركيا توفّر البيئة الملائمة للإرهاب في إدلب
تداعيات الاقتتال الذي جرى بين متطرفي “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرارالشام” لم تقتصر على سيطرة “الهيئة” على كامل محافظة إدلب فقط، بل امتدت العاصفة لتضرب تنظيم “أحرار الشام”، حيث ظهرت آثار إنقلابٍ يقوده “التيار الجهادي” ضد “التيار الإخواني” داخل “الحركة” التي افترضها جماعة الإخوان المسلمين السورية جناحاً لها، في خطوة قد تكون بمثابة “طلقة الرحمة” على المشروع التركي في إدلب.
وأكدت تقارير نشرتها المواقع المقرّبة من متطرفي “أحرار الشام” بإن “الحركة” اتخذت قراراً نهائياً بتعيين قائداً جديداً لها عقب الاقتتال الذي دار مؤخراً بين “الهيئة” و”الأحرار” وانتهى بإخراج الأحرار من المشهد الإدلبي.
ويعتبر رئيس مجلس الشورى الحالي “حسن صوفان” الأوفر حظاً بين قادة الحركة، وهناك توجّه للتوافق على اسمه كقائد جديد من قبل قادة “الحركة”، حيث سيخلّف القائد الحالي للحركة “أبو عمار العمر” المحسوب على التيار الإخواني داخل الحركة.
و”صوفان” وهو داعيةٌ سلفي من مواليد اللاذقية عام 1979 درس العلوم الشرعية في جامعة الملك عبد العزيز في السعودية، واعتُقل من قِبل النظام السوري على خلفية عمله الدعوي وأودع في سجن صيدنايا حيث قضى داخله ما يقارب 12 عاماً قبل أن يتمكّن “مكتب شؤون الأسرى في أحرار الشام” نهاية عام 2016 من إخراجه خلال صفقة لتبادل الأسرى، جرت مع النظام حينذاك.
وخرج مئات من المدنيين في مظاهرة بمدينة معرّة النعمان جنوب إدلب طالبوا “هيئة تحرير الشام” بإخلاء المدينة، فيما أصدرت المؤسسة العامة للكهرباء التابعة “لهيئة تحرير الشام” بياناً أشارت فيه إلى دمج مؤسسة الكهرباء في إدارة الخدمات ضمن هيكلية المؤسسة العامة للكهرباء بشكلٍ كامل، لتصبح المؤسسة جامعة لكافة الكوادر المختصّة.
في حين نفت “هيئة إدارة الخدمات” التابعة لـ”حركة أحرار الشام” دمج مؤسسة الكهرباء في إدارة الخدمات ضمن هيكلية المؤسسة العامة للكهرباء بشكلٍ كامل، وقال مسؤولٌ في إدارة الخدمات “أبو الزهراء المدني” إن “رئيس الهيئة ومجلس إدارتها رفضا ما جاء في البيان الذي صدر”.
ومن جانب آخرذكرت تقارير إعلامية، أنّ المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لدى “التحالف الدولي” لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، بريت ماكغورك، أتهم تركيا خلال ندوة في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن قائلاً أن “تركيا شكّلت ممراً لعبور مئات الأجانب إلى سوريا بهدف الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية”.
ورداً على تصريح “ماكغورك” قال المتحدث باسم الوزارة حسين مفتي أوغلو “إن تصريحات المبعوث الأمريكي “بريت ماكغورك” حول صلة تركيا بالتنظيمات الإرهابية في مدينة إدلب السورية “يمكن اعتبارها تصريحات استفزازية”.
على صعيد آخر قُتل ثلاثة عناصر وجُرح آخرون جرّاء عمليةٍ أنتحارية استهدفت اجتماع بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام”، في قرية النجار في ريف حلب الجنوبي، ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، بينما اتهمت “الهيئة” “تنظيم داعش” بضلوعه بالعملية الانتحارية.
ويذكر، أن المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، تشهد فوضى عارمة منذ بدء الأزمة في سوريا، حيث تناوبت عشرات المجموعات السيطرة عليها، ما سبّب انهياراً في بنية المؤسسات الخدمية، بالإضافة إلى الفراغ الأمني الذي يستغله متطرفي النصرة والجماعات الأخرى لفرض هيمنتهم على هذه المنطقة.
شرفان جميلو – شيندا محمد