لوموند: مسؤولون في مجموعة “لافارج” اعترفوا بدفع أموال لتنظيم “داعش”
جولة الصحافة اليوم مع صحيفة “لوموند” الفرنسية التي كتبت حول التحقيق في فضيحة شركة “لافارج” الفرنسية بتقديم أموالٍ طائلة لـ”داعش” لضمان استمرار تشغيل مصنع تابع للشركة في سوريا.
وتقول “لوموند” إنها اطلعت على تفاصيل تحقيق يثبت أن إحدى كبريات الشركات الفرنسية دفعت أموالاً لتنظيم “داعش” ما بين 2011 و2014 مقابل تأمين مصنع لها في منطقة تابعة للرقة.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين في مجموعة “لافارج” للإسمنت اعترفوا بدفع أموال لتنظيم “داعش” مباشرة بعد إعلانه قيام “خلافة داعش” يوم 29 يونيو/حزيران 2014.
ففي ذلك اليوم أرسل إطار من الشركة من الرقة في سوريا رسالة إلكترونية إلى مديريه أخبرهم فيها أنه أخذ موعداً مع مسؤول في التنظيم للتباحث بشأن تأمين العاملين في المصنع.
وعلّقت الصحيفة على ذلك بقولها إن هاجس لافارج الوحيد منذ تأسيسها في سوريا نهاية العام 2010 هو الحفاظ على نشاط مصنعها في قرية جلبية القريبة من كوباني، على بعد 87 كيلومتراً من الرقة، مهما كلّفها ذلك، حتى بتمويل منظمات إرهابية بشكل غير مباشر.
كما أظهر التحقيق أن لافارج كانت تتواصل بشكل منتظم مع السلطات الفرنسية التي وافقت على بقائها في سوريا.
وحسب المدير السابق المساعد لعمليات هذه الشركة “كريستيان إرلوت” فإن وزارة الخارجية الفرنسية نصحت الشركة بالبقاء، “فالأمور ستتم تسويتها، ويجب أن ندرك أنه لا يمكننا أن نكرر الذهاب والإياب، والآن وقد رسخنا قدمنا فإن تركنا موقعنا فإن غيرنا سيحل مكاننا”.
وقال إن مسؤولي الشركة كانوا يتصلون بوزارة الخارجية كل ستة شهور لتقييم الوضع وكانت تنصحهم في كل مرة بالبقاء، فهذا هو أضخم استثمار فرنسي في سوريا.
وخلال هذه الفترة المذكورة دفعت شركة الإسمنت مئات الآلاف من اليورو إلى مجموعات مسلحة مختلفة منها 5 ملايين ليرة سورية (20 ألف يورو) شهرياً لتنظيم “داعش”.
وحسب لوموند فإن مسؤولي الشركة نفوا معرفتهم في الغالب بأسماء المجموعات التي يدفعون لها الأموال، خصوصاً أنها حسب قولهم كثيراً ما تغير ولاءاتها.
لكن الشركة لم تأبه بهذا الرأي إذ عثر على تراخيص مؤرخة بفاتح سبتمبر/أيلول 2014 ومختومة من طرف محافظ تنظيم داعش بمنطقة حلب تقول ما معناه “بسم الله الرحمن الرحيم، نهيب بالمجاهدين السماح لهذه الشاحنة التابعة لمصنع لافارج للإسمنت بالمرور من نقاط التفتيش، وذلك بعد إبرام عقد مع المؤسسة للاتجار في هذه المادة”.
أمريكا وروسيا تسعيان لتغيير القوى المحركة في الشرق الأوسط
وننتقل إلى موضوع آخر وما جاء في مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية التي نشرت مقالاً للكاتب “سيث فرانتزمان” حول التعقيدات التي تشهدها الأوضاع في كل من سوريا والعراق والمنطقة.
هل كانت والولايات المتحدة وروسيا تسعيان لتغيير القوى المحركة في الشرق الأوسط؟ تتساءل الصحيفة.
أشار فيه إلى لقاء جمع بين وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” ورئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري.
وقال إنه بحسب مصادر من السفارة الروسية فإنهما ناقشا التعاون المشترك ضد “داعش”، مضيفاً أن هذا اللقاء يأتي في أعقاب وصول جيش النظام السوري إلى مدينة دير الزور على نهر الفرات شرقي البلاد، وكسرها الحصار الذي يفرضه عليها تنظيم “داعش” منذ أكثر من عامين.
وتابع أن روسيا لعبت دوراً رئيسياً في نجاح جيش النظام السوري، وأن القوات السورية المدعومة من روسيا صارت على تماس مع قوات سوريا الديمقراطية.
وقال الكاتب إنه مع تراجع تنظيم “داعش” شرعت مجموعات بأجندات مختلفة في ملء الفراغ الذي يتركه التنظيم، مضيفاً أن سياسة واشنطن في شرقي سوريا لا تزال غير واضحة.
وتابع أن هذا يقود للإشارة إلى النفوذ الإيراني الأكبر عبر العراق وسوريا، الأمر الذي يترك حلفاء الولايات المتحدة في الخليج وإسرائيل، وعلى الأرض في سوريا يتساءلون عما سيحدث لاحقاً أو عن الخطوة التالية.
وأوضح الكاتب أن روسيا والولايات المتحدة وحلفاءهما يراقبون المرحلة التالية من الصراع في كل من سوريا والعراق، وسط تساؤلات بشأن الدعم الإيراني للنظام السوري وبشأن الأهداف الإيرانية في الممر البرّي عبر العراق وسوريا إلى المتوسط.
وقال إن طهران تسعى لربط المليشيات الشيعية في العراق مع حزب الله اللبناني، وذلك عن طريق حليفها في سوريا، وبالتالي بسط نفوذها في المنطقة برمتها.
وأضاف أن تسليم الملف السوري إلى روسيا يعني تسليم سوريا إلى خصوم أمريكا.
وتحدث الكاتب بإسهاب عن تفاصيل تعقيدات الأوضاع في كل من سوريا والعراق، وقال إن روسيا تتبع سياسة تخفيض التصعيد في سوريا.
وأضاف الكاتب أن ما تقرره واشنطن فعله هي وحلفاؤها في سوريا -ممثلين في قوات سوريا الديمقراطية- في الأشهر المقبلة، هو الذي سيحدد طبيعة المرحلة القادمة في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن لهذه الأمور تداعيات تمتد إلى ما وراء نهر الفرات، حيث إنها تؤثر على الكيفية التي تنظر من خلالها كل من السعودية والإمارات وإسرائيل والكرد وتركيا إلى السياسات والالتزامات الأمريكية بشكل عام.
قراءة: زوزان بركل