لوموند: كيف تفرض روسيا النظام في سوريا؟

جاء في صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالاً لـ “بانجامان بارث” كتب فيه: الروس في كل مكان في سوريا، ويعملون على إيجاد مخرج للازمة السورية حسب مصالحهم وعلى ذوقهم، خاصة بعد الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة الأمريكية التي تركّز تواجدها في سوريا لمحاربة تنظيم “داعش”، وبعد تراجع الدعم والتواجد الخليجي الذي انشغل بالحرب في اليمن والصراع بين قطر وجيرانها، بالإضافة إلى التقارب بين أنقرة وموسكو.

ويكمل “بانجامان بارث” التواجد الروسي في سوريا، وصل إلى حد رفع صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد ووالده حافظ الأسد في الساحات العامة والمؤسسات الحكومية.

وبدلاً من وضع خطة للسلام، تسعى موسكو إلى التوصل إلى اتفاق مؤقت، مما يسمح لها بالخروج من الأزمة، في حين تدعي أنها نجحت في إعادة الاستقرار إلى سوريا.

في حين عنونت صحيفة “الغارديان” البريطانية: هل يهدف التدخل الروسي في سوريا إلى تعزيز نظام الأسد بأي ثمن؟

تقول الصحيفة أن روسيا تدخلت في الصراع السوري، حيث وقفت في صف نظام الأسد، خلال شهر أيلول/ سبتمبر من سنة 2015، في الوقت الذي بدا فيه النظام السوري أقرب منه إلى السقوط. وعلى الرغم من أن هدف موسكو المعلن لطالما ارتبط بهزيمة تنظيم “داعش”، إلا أن السنة الأولى من الاشتباكات شهدت استهداف أغلب الغارات الجوية السورية لجماعات المعارضة الأخرى، بما في ذلك تلك المدعومة من قبل الدول الغربية.

وتضيف الصحيفة “تاريخياً، كانت سياسة روسيا في الشرق الأوسط تتمثل في الإبقاء على الوضع الراهن، بغض النظر عن مدى بشاعة النظام، وهو ما يظل دائماً خياراً أفضل من الثورة. وبالتالي، يبدو أن التدخل السوري يهدف إلى تعزيز نظام الأسد بأي ثمن. نظراً لأن الأسد يبدو منيعاً أكثر من أي وقت مضى، انطلقت روسيا بالفعل في محاربة تنظيم الدولة. ويوم الخميس الماضي، أطلقت القوات الروسية سبعة صواريخ جوالة على أهداف تابعة لتنظيم “داعش” في جنوب شرق دير الزور، كما أوضحت أنه سيتم دفع المقاتلين قريباً إلى الجهة الأخرى من نهر الفرات.

ونطالع في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية التي نشرت مقالاً للكاتب السوري “فادي عزام” يقول فيها “إن ديمقراطيات العالم خذلت ثورتهم في سوريا، وإن نظام الأسد تشجع بعد أن رأى أن شعوب الدول الديمقراطية ومجتمعاتها المدنية لا تأبه بمصير الثورة السورية.

وأشار إلى أنه عندما يقول ديمقراطيات العالم لا يقصد السياسيين الغربيين ولا وزراء الخارجية أو الجنرالات، بل النخب الثقافية، ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في الغرب، مكرراً أن هؤلاء هم من خذلوا الشعب السوري.

وأوضح أن المأساة السورية التي هيمنت على الشاشات على نطاق العالم أُريد لها أن تبث للشعوب العربية السؤال التالي: هل تفهمون كيف يكون مصير من يطالبون بالديمقراطية والحرية؟، مشيراً إلى أن هذا السؤال الذي أُجيب عليه بالدم السوري أكد أن الربيع العربي المخيف كان يجب أن يتوقف في دمشق.

وأضاف أنهم يفهمون كيف أن الولايات المتحدة تحرص على استمرار الأنظمة القمعية في الشرق الأوسط وعلى نطاق العالم، وكيف أنها أطاحت بنظم ديمقراطية في أمريكا اللاتينية وغيرها، وأن النفط السوري لا يمكن مقارنته بالنفط العراقي، وأن الشعب السوري ليس مهماً بالنسبة لواشنطن حتى تتدخل لصالحه.
واستمر يقول إنهم يعلمون ما جرى في أبو غريب وما حدث للأبرياء الذين أغارت عليهم الطائرات المسيرة، قائلاً هذه هي وسائل القوة التي يستطيع الغرب أن يستخدمها، واصفاً هذه القوة بأنها “لا أخلاقية” إذا لم تُستخدم للدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية وترسيخها للفقراء والمعدمين.

ويسرد قائلاً “السوريون، طلبوا من العالم أن يساعدهم في إنهاء المذابح وتوفير ملاذات آمنة للمدنيين ومحاكمة المجرمين، لكن اتضح أن طلباته هذه عقيمة بالنسبة للأنظمة الديمقراطية”، “لكن الموت السوري قد أصبح فضيحة أخلاقية لن تنفك تطارد العالم بأكمله”.

وأضاف أن السلطة في الغرب صُممت لتحقيق مصالح رجال الأعمال، وأن تركيز صناع القرار هناك أصبح يدور حول “الوظائف، الوظائف، الوظائف …”.

وفي نهاية المقال يتساءل الكاتب: هل يمكن تحقيق الديمقراطية باستخدام القوة العسكرية؟ مجيباً بنعم، وقال لو تدخل الغرب لدعم الثورة السورية لوجدت الديمقراطية فرصة لها في سوريا، لكن وبدلاً من التدخل، ترك الغرب الشعب السوري لشعارات الديمقراطية والأكاذيب والمزيد من الدمار و”التطرف”.

 

قراءة: زوزان بركل

قد يعجبك ايضا