لوحات من الخيوط والمسامير… موهبة امرأة من السليمانية
غونا أوصمان من قاطني مدينة السليمانية، اختارت إتقان فنّ الرسم بالمسامير والخيوط، أو ما يعرف بـ “سترينغ آرت” والذي برز لأول مرة خلال القرن التاسع عشر على يد امرأة بريطانية تدعى ماري إيفرست بول.
تبلغ المرأة الكردية غونا أوصمان من العمر ستة وعشرين عاماً، درست قسم الإحصاء في جامعة السليمانية، وهي الآن متزوجة ولديها طفل وحيد.
بدأت غونا بالبحث عن عمل يلائم شغفها بعد أن تخرجت من الجامعة، إلا أنها لم تتوجه للعمل في المؤسسات الرسمية، إنما بدأت بالعمل في مجال تطريز النقوش على الأقمشة، ومنها انتقلت للعمل في مجال الرسم عبر المسامير والخيوط.
هذه الطريقة في الرسم التي تسمى بـ “سترينغ آرت”، تحولت إلى كتاب خاص، ويدرس ضمن المناهج التعليمية في جامعة كامبريدج البريطانية.
تتحدث غونا أوصمان عن طريقة تعلمها على السترينغ آرت قائلة: “في البداية حاولت أن أتعلم الطريقة، كنت أبحث عبر الانترنت عن طرق التعلم، في البداية كانت صعبة جداً، كنت أرسم فقط الورود وبعض الأشكال البسيطة، لكنني الآن طورت موهبتي، وأستطيع أن أرسم وجوه الأشخاص حتى”
تقوم غونا بدق المسامير على لوح خشبي من نوع (إن دي إف)، وتستخدم نوعاً محدداً من المسامير يبلغ طوله نحو 5 ميليمتر، ومن ثم تستخدم الخيوط الرقيقة والخشنة وبمختلف الألوان في لفّ المسامير، لإعطاء الشكل المطلوب في النهاية.
وتلفت غونا إلى أن عملها يكون في بعض الأحيان متعباً جداً، فبعض الرسوم تنتهي معها في ظرف 10 ساعات، وبعضها الآخر يحتاج إلى خمسة عشر يوماً لإتمامه، وفي إحدى المرات استخدمت غونا نحو ألفين ومئة مسمار لرسم صورة أحد الأشخاص.
وتوضح غونا بأن الصور التي تقوم برسمها تساهم في سدّ جزء من نفقاتها، حيث تباع صورها بسعر يتراوح ما بين 80 – 350 ألف دينار عراقي، وتؤكد بأنها تطمح إلى افتتاح معرض خاص بصورها، وتردف قائلةً: “أملك الآن 35 لوحةً جاهزة، وأسعى إلى افتتاح معرض خاص باللوحات التي قمت بتجهيزها.”
تعمل غونا أيضا إلى جانب ذلك، في تجهيز طلبات مهندسي الديكور الذي يطلبون منها صنع تصاميم مميزة.