لنعمل معاً لوقف حكم الإعدام بحق بخشان عزيزي وشريفة محمدي
ألم يحن الوقت بعد لإنهاء مآسي الكُرد ووضع حدّ لمعاناتهم التي يتعرضون لها على يد من احتل أرضهم وسلب حقهم وأنكر وجودهم، ألم يحن الوقت لكي يعترف العالم بحق الشعب الكردي بالحرية والحياة، بعيداً عن الظلم والعدوان ومشانق الإعدام؟
متى سيدرك الطغاة المستبدون أن للكرد حقاً في الحياة كسائر شعوب العالم، متى سيعلم أولئك أن مكان المرأة الكردية ليس أقبية الطغاة أو العيش تحت عمليات التعذيب وآلة الضرب القاتلة، أو الوقوف أمام أعمدة المقاصل والتعرض للذل والإهانة والعنف والإبادة، إلامَ ستبقى ضحية لأيديولوجية عنصرية فاسدة، فاقدة للحياة الحرة؟
متى سيسمع العالم صدى صرخات النساء الكرديات في غياهب السجون التركية الفاشية والنظام الإيراني، متى سيستيقظ ضمير الإنسانية ويسمع صرخات بخشان عزيزي وشريفة محمدي في السجون الإيرانية تحت التعذيب القاسي، ألم يحن الوقت لإنهاء هذه الجريمة اللاإنسانية التي ترتكب بحق هؤلاء النساء الناشطات في القرن الحادي والعشرين حيث الجميع يتحدث عن الحريات الشخصية وحقوق الشعوب في العيش الكريم؟
نعم، حان الوقت أكثر من أي وقت مضى للالتفاف حول مقاومة هؤلاء النساء الكرديات الأصيلات المقاومات في سجون الظلم والاستبداد، بخشان عزيزي المناضلة الكردية وشريفة محمدي الصحفية والناشطة السياسية اللتين تقبعان في سجن إيفين في إيران.
السلطات الإيرانية مارست بحق بخشان عزيزي وشريفة محمدي أبشع وأشد أنواع التعذيب، بالإضافة إلى ممارسة الحرب الخاصة ضدهما، في محاولة منها لكسر شوكة تلك النسوة اللاتي شاركن في ثورة جينا أميني، التي كانت بمثابة الضربة القاضية للذهنية الذكورية التي لا تعترف بإرادة المرأة الحرة والمنظمة في البلاد، المرأة التي لطالما انتفضت بوجه سياساتها القمعية والذكورية المعادية لمبادئ حرية المرأة وحقها في الحياة والعيش الكريم.
النضال الثوري الأيديولوجي التنظيمي الذي تخوضه المرأة الكردية في وقتنا الحالي؛ ما زال كابوساً يغض مضجع النظام الإيراني، الذي يحاول بشتى الطرق والأساليب اللاإنسانية تصعيد اعتداءاته في مواجهة ثورة ” المرأة، الحياة الحرية” التي قادتها المرأة الكردية إبان جريمة مقتل الشابة الكردية جينا أميني على يد السلطات الأمنية في طهران عام 2022 بحجة عدم ارتدائها الحجاب بشكل مناسب.
اليوم، وفي هذه المرحلة التاريخية الحساسة على جميع النساء في العالم تبني قضية الناشطات المعتقلات الكرديات في السجون الإيرانية اللاتي يواجهن حكماً بالإعدام من قبل النظام الإيراني، وذلك من خلال السير على خُطا جينا أميني وثورتها التي ذاع صيتها في العالم أجمع وتوحدت فيها قلوب جميع النساء معاً ونبضت من أجل هدف واحد ألا وهو حرية المرأة وحماية مكاسبها على الأرض.
على الإنسانية التي تؤمن بمبدأ الحرية والعيش الكريم النضال لوضع حد لمعاناة الشعب الكردي، وعلى وجه الخصوص المرأة الكردية، والسياسات الإجرامية التي تتعرض لها اليوم على يد سلطات النظام الإيراني وخاصة في السجون المحكمة، وعدم ترك تلك الناشطات المناضلات لأعمدة المشانق في إيران.
حان الوقت لمحاسبة هذا النظام الدكتاتوري بما اقترفت يداه، والخروج إلى ساحات النضال والوقوف بوجه كل ما يمارسه بحق النساء في كافة مجالات الحياة، بدءاً من الحجاب الإجباري إلى القوانين والتشريعات التي تطبق تحت مسمى الدين، إلا أنها في حقيقتها أيديولوجية وذريعة للتدخل في حياة المرأة بكل تفاصيلها.
إيقاف قرار الإعدام بحق هؤلاء النشاطات المناضلات ينسج من نضال نسوي قوي في أجزاء كردستان الأربعة وفي العالم أيضاً. إذا ما تحرك الجميع بروح المسؤولية للوقوف بوجه تلك الأحكام الجائرة بحق المرأة الملهمة لروح النضال والحرية.
الكاتبة : هيفيدار خالد
المصدر : قناة اليوم