لقاح جديد مستخلصاً من فيروس شلل الأطفال
أفادت دراسة أمريكية حديثة, أجراها باحثون بمعهد “ديوك” لأبحاث السرطان, أن لقاحًا مستخلصًا من فيروس شلل الأطفال المعدل وراثيًا، يسهم في الحد من خطر الوفاة بسرطان المخ.
وأوضح الباحثون أن اللقاح التجريبي يعتمد على شكل من أشكال فيروس شلل الأطفال، بعد إجراء تعديلات وراثية عليه، حيث يجرى حقنه في الورم الموجود بالمخ عبر عملية قسطرة جراحية, حيث يعمل اللقاح على تحفيز جهاز المناعة البشري لاستهداف خلايا الورم السرطاني في المخ, ودرس الباحثون فاعلية اللقاح الذي طوروه لاستهداف مرض الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال “جليوبلاستوما”، وهو نوع شرس من أنواع سرطانات المخ.
وقد أجرى فريق الباحثين في دراستهم على واحد وستين مريضًا بسرطان “جليوبلاستوما” عولجوا بلقاح فيروس شلل الأطفال المعدل وراثيًا, وأثبتت التجارب أن نحو 21% المرضى الذين حصلوا على القاح الجديد، ظلوا على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات، مقارنة بنسبة 4% فقط من المرضى الذين تلقوا العلاج التقليدي للمرض.
وأشار الفريق إلى أن فترة بقاء مرضى “جليوبلاستوما” على قيد الحياة بعد أن يعاود المرض مهاجمتهم تصل إلى اثنا عشر شهرًا في المتوسط, وعادة ما يتضمن علاج هذا النوع من السرطان العلاج الكيماوي والإشعاعي والعلاجات الموجهة.
وذكر الباحثون إن “مرض الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال ما زال مرضًا فتاكًا ومدمرًا، على الرغم من التقدم في العلاجات الجراحية والإشعاعية، فضلاً عن العلاج الكيميائي”.
وأضافوا أن “هناك حاجة كبيرة لمناهج مختلفة جذريا لعلاج هذا المرض، وتشجعنا معدلات البقاء على قيد الحياة في هذه المرحلة المبكرة لدى المرضى الذين حصلوا على لقاح فيروس شلل الأطفال، على مواصلة الدراسات والتجارب حول هذا العلاج الفعال”.
ووفقا لمؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا، فإنه يتم تشخيص نحو احد عشر ألف حالة إصابة جديدة، بسرطانات الدماغ، في المملكة المتحدة سنويًا, ويعيش 14% فقط من المرضى لمدة عشر سنوات أو أكثر، بعد تشخيص إصابتهم بأورام الدماغ الأولية أو الخبيثة.