لبنان.. مؤشرات حرب جديدة تهدد بإشعال المنطقة برمتها(خاص)
أيُّ طبولٍ للحرب يُنتظَرُ قَرعُها، بعد أن فتحَ القصف المتبادل بين حزب الله اللبناني وبين الجيش الإسرائيلي، كلَّ أبواب الحرب ونوافذها؟ ما جعل المنطقةَ على شفير الهاوية، باتساع رقعة حربٍ مؤطرة في قطاع غزة الفلسطيني، ومناوشاتٍ من هنا وهناك على جبهةٍ أخرى، وفق قواعدِ اشتباكٍ محدّدة.
مخاوفُ متفاقمةٌ من مسألة اندلاع الحرب المباشرة بين حزب الله وإسرائيل، نظرًا لتشعُّب لبنان واختلاف تركيبته السكانية والجيوسياسية، ومدى تأثيرِ ذلك على الخارطة السياسية والأمنية في الشرق الأوسط، باعتبار أن الوضعَ في لبنان يختلف كُليًّا عن الوضعِ في قطاع غزة.
الخطوط البيانيةُ لتنامي الصراع باتت مُرتفعةً جدًا، وخاصةً بعد أن بات كِلا الطرفين يستهدف مناطقَ بعيدةَ المدى، وفي العمق من لبنان وإسرائيل، ما يفاقِمُ المخاوفَ من اجتياحٍ إسرائيليٍّ بري، وحربٍ أوسعَ نطاقاً في الشرق الأوسط، وخاصةً بعد رفْضِ إسرائيلَ الخميس، مُقترحًا لوقف إطلاق النار مع حزب الله.
من تلك الاستهدافات أنَّ حزب الله استهدف مقرَّ قيادةِ الموساد في ضواحي تل أبيب، بصاروخ أرض أرض بالستي، حيث أشار الجيش الإسرائيلي، أنها المرةُ الأولى التي يصل فيها صاروخٌ لحزب الله إلى منطقة تل أبيب. وتحدثت وسائلُ إعلامٍ إسرائيلية، عن استعدادات الجيش لتوسيع الحملة ضد “حزب الله”، ما يزيد احتمالات تنفيذِ عمليةٍ برية في لبنان.
من جهةٍ أخرى بات الجيش الإسرائيلي يستهدفُ مواقعَ ومناطقَ لم يكن يستهدفها سابقًا، وهي ليست من المناطق التي ينتشر فيها حزبُ الله عادةً في الجنوب والشرق، كشنِّهِ غاراتٍ على بلدة المعيصرة في قضاء كسروان شمال بيروت، وبلدة جون في قضاء الشوف، جنوبَ بيروت، وكذلك الضاحية الجنوبية في بيروت.
وبالنظر إلى التبِعاتِ الكارثية لهذا التصعيد، فقد أفادت المنظمةُ الدولية للهجرة الأربعاء، بأن هناك أنباءً عن نزوح تسعين ألفاً وخمسِمئةٍ وثلاثين شخصًا آخرين في لبنان، بينهم نحو أربعين ألفًا في مئتين وثلاثةٍ وثمانين مأوى.