لافروف: تعقيدات تواجه إقامة منطقة خفض توتر في إدلب
بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أعلن فيها تصميم بلاده على توسيع حملة “درع الفرات” وصلت العملية العسكرية التي يتم العمل عليها في أنقرة إلى نهايتها، حيث ذكرت صحيفة “ستار” التركية، أن الحملة القادمة ستكون تحت اسم عملية “الشريان”، حيث تخطط تركيا لقطع شرايين الإرهاب من خلالها.
و كشفت صحيفة “ديلي صباح”عن أن إيران وتركيا اتفقتا على تحديد مصير محافظة إدلب، ولم يؤكّد حتى الآن هذه المعلومة أي من المسؤولين الرسميين الإيرانيين أو الأتراك، لكنه من المفترض أن يكون للجيش الروسي دور في إجراء هذا الاتفاق.
ويذكر، أن ملف إدلب ومنطقة تخفيف التوتر فيها، سيكون محور مباحثات رئيس الأركان الروسي “فاليري غراسيموف” ووزير الدفاع الأمريكي “جيمس ماتيس” مع المسؤولين الأتراك.
في حين نشرت صحيفة الحياة أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار إلى تعقيدات تواجه إقامة منطقة خفض توتر في إدلب. وأوضح أنه «توجد صعوبات هناك لأسباب مفهومة» لكنه لفت إلى تواصل المشاورات مع تركيا وإيران باعتبارهما تشكلان مع روسيا الأطراف الضامنة لوقف النار في سورية.
وقال إن الأطراف الثلاثة تناقش تفاصيل إنشاء منطقة خفض التوتر الرابعة في إدلب، لاستكمال تطبيق الاتفاق الذي أعلن في جولة مفاوضات آستانة في أيار (مايو) الماضي. ولفت إلى صعوباتٍ تتمثل في التناقضات المتواصلة بين أطراف المعارضة السورية، والحاجة إلى التوافق على آليات وتفاصيل إنشاء المنطقة والإجراءات الأمنية التي يجب اتخاذها لدعم ومراقبة وقف النار، وإقامة شريط أمني حدودي لتنظيم عمليات المراقبة والإمداد.
وأوحى حديث لافروف بأن إعلان منطقة خفض التوتر في إدلب سوف يتزامن مع عقد الجولة الجديدة في آستانة، موضحاً أن لقاءً ثلاثياً سيعقد قبل نهاية الشهر على مستوى الخبراء، وسترفع نتائجه لإقرارها في جولة المفاوضات المقبلة في آستانة والتي ينتظر أن تنعقد في التاسع من الشهر المقبل.
وتطرقت صحيفة الوئام لـ بنود الاتفاق الذي وقع عليه “فيلق الرحمن” مع روسيا والذي يتضمن وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي، وكما تضمن الاتفاق أيضاً بند يتعلق بوجود “هيئة تحرير الشام” في المنطقة، حيث التزم “فيلق الرحمن” بمحاربة هيئة تحرير الشام -النصرة سابقاً- وتنظيم داعش ومنع أي وجود له في مناطق سيطرته، بينما أبدى الجانب الروسي استعداده لتوفير ضمانات لعبورٍ آمن “للهيئة” إلى محافظة إدلب في حال أرادت ذلك.
من جهتها نشرت صحيفة النهار اللبنانية مقالاً بعنوان هزيمة “أحرار الشام” في إدلب ضربة قاضية للفصيل الأقوى قالت: طوال سنوات من النزاع، كان ينظر إلى “حركة أحرار الشام” على أنها الأكثر نفوذاً بين الفصائل السورية المعارضة، لكن الهزيمة التي منيت بها على يد “هيئة تحرير الشام” في محافظة إدلب جرّدتها من موقع القوة وشكلت خسارة جدية للمعارضة المسلحة، ولم يبقَ لدى الفصائل المعارضة بما فيها “أحرار الشام”، سوى بعض المناطق المتناثرة، في محافظة حلب شمالاً أو قرب دمشق أو بعض المناطق المحدودة في الوسط والجنوب.
وتابعت، في رأي الباحث المتخصص في الشأن السوري في مؤسسة “سنتشوري” سام هيلر، أنه “يمكننا القول أنه إلى جانب هيئة تحرير الشام، كانت الأحرار الفصيل الأكثر تأثيراً في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال غرب سوريا”، وأن “هزيمة أحرار الشام تعد هزيمة للفصائل المعارضة في سوريا عموماً”.
وأضافت قول المحلل العسكري في مركز عمران الذي يتخذ اسطنبول مقراً له نوار أوليفر: “الحركة كموقع قوة انتهت”. ويضيف: “في أقل من 48 ساعة، خسرت “حركة أحرار الشام” أهم المواقع الاستراتيجية التي كانت تسيطر عليها لمصلحة “هيئة تحرير الشام”، بدءاً من المعابر الحدودية وانتهاءً بالكثير من المدن الاستراتيجية” وبينها مدينة إدلب التي انسحبت منها في 23 تموز، أي بعد إسبوع واحد فقط من المواجهات.
قراءة: شيندا محمد – شرفان جميلو