الأمم المتحدة: أكثر من 16 مليون سوري بحاجة إلى المساعدة

في ظل دعوات متزايدة من منظمات حقوق الإنسان تشدد على ضرورة دعم وتعزيز جهود السلام والاستقرار في سوريا وتوفير المساعدات الضرورية لشعبها، أوضح ديفيد كاردن، نائب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية لدى الأمم المتحدة، أن أكثر من ستة عشر مليون سوري، أي ما يعادل سبعة من كل عشرة سوريين، يعانون من الحاجة إلى المساعدات، وتشكل النساء والأطفال النسبة الأكبر من هؤلاء المحتاجين.

المسؤول الأممي أشار إلى أن ملف النازحين السوريين لا يزال يمثل واحدة من أكبر أزمات النزوح على مستوى العالم، حيث يوجد سبعة ملايين نازح داخل البلاد. مؤكدا أن الأمم المتحدة وشركاءها يبذلون جهوداً مضنية بالموارد المتاحة لتقديم العون، إلا أن النقص الهائل في التمويل قد أدى بالفعل إلى تعليق خدمات حيوية مثل المياه والصرف الصحي في المخيمات، والمساحات الآمنة المخصصة للنساء، بالإضافة إلى تجميد أنشطة إنسانية أخرى في مختلف أنحاء سوريا.

وشدد كاردن على أنه بالرغم من الاستقرار النسبي الذي تشهده مستويات الصراع المسلح في البلاد، فإن الأزمة السورية لم تنتهِ بعد، وأن الشعب السوري لا يزال بحاجة إلى مساعدات تعجز المنظمة عن تأمينها بالكامل حتى الآن. موضحاً أنهم لم يتمكنوا من توفير سوى مئة وتسعة وسبعين مليون دولار فقط من أصل ملياري دولار مطلوبة لتلبية احتياجات الفئات الأكثر هشاشة حتى نهاية شهر يونيو/حزيران من العام الجاري.

كما أعرب عن أمله في أن تكون المرحلة الإنسانية في سوريا “أقصر ما يمكن”، ليتسنى لهم التقدم نحو التعافي وإعادة الإعمار، ورفع المزيد من العقوبات.

وإلى جانب المعاناة الكبيرة التي تكبدها الشعب السوري جراء الحرب وتبعاتها المستمرة حتى الآن، تشير هذه الإحصائيات إلى وضع إنساني مأساوي يواجهه السوريون، في ظل حالة من الغموض والضبابية التي تخيّم على مستقبل البلاد السياسي والأمني.