كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً وفتحت أبواباً لتداعياته

أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً، فوق جزيرة هوكايدو في شمال اليابان، وسقط في البحر في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، مما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات للسكان بالاحتماء.

ويعد الاختبار الجديد لحلقة الأحدث في مسلسل الأفعال الاستفزازية التي قامت بها كوريا الشمالية، حيث جاء متزامناً مع المناورات العسكرية التي تجريها القوات الأمريكية والكورية الجنوبية، وتعارضها كوريا الشمالية بشدة، وأجرت كوريا الشمالية عشرات التجارب على صواريخ باليستية، ولكن تبقى مسألة إطلاق صواريخ فوق “البر الياباني” أمر نادر وبالغ الخطورة.

إلى ذلك قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) أن “الصاروخ تحطم إلى ثلاثة أجزاء، وسقط في المياه قبالة جزيرة هوكايدو”.

ونصح نظام التحذير (جيه-أليرت)، التابع للحكومة اليابانية سكان المنطقة باتخاذ الاحتياطات اللازمة، ولم يحاول الجيش الياباني إسقاط الصاروخ الذي مر فوق أراضي البلاد، وقال خبراء عسكريون إن الصاروخ المذكور يبدو أنه من طراز “هواسونج-12” متوسط المدى، الذي طورته “بيونغ يانغ” مؤخّراً.

المتحدث باسم البنتاغون “الكولونيل روبرت مانينج” قال بأنه “يمكننا تأكيد أن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية، حلّق فوق اليابان، ولايزال الجيش الأمريكي يجمع مزيداً من المعلومات، وأن قيادة الدفاع الجوي الأمريكية الشمالية، وجدت أن إطلاق الصاروخ من كوريا الشمالية، لم يشكّل تهديداً لأمريكا الشمالية”.

ومن جانبه ذكر المتحدث باسم الجيش الكوري الجنوبي إن “الصاروخ أطلق من منطقة (سونان) قرب العاصمة (بيونغ يانغ) وإنه حلّق لمسافة 2700 كيلومتر، وبلغ ارتفاعاً قارب 550 كيلومتراً، قبل أن يسقط في البحر”.

وفي ردود الأفعال الدولية

أثار هذا الحدث رد فعل حاد لدى رئيس لوزراء الياباني “شينزو آبي” حيث أدلى بتصريحات، ذكر فيها بأن “تصرف كوريا الشمالية الطائش، لم يسبق له مثيل وتهديد خطير وجسيم لأمّتنا، وأنه تحدث هاتفياً مع ترامب، واتفقا على زيادة الضغط على كوريا الشمالية، وقد أبلغه “ترامب” بأن الولايات المتحدة تقف مع اليابان مئة بالمئة”.

وذكر البيت الأزرق الرئاسي في كوريا الجنوبية، أن “سول وواشنطن” بحثتا نشر “أصول استراتيجية” إضافية، في شبه الجزيرة الكورية.

تبعه بيان صدر عن الخارجية الكورية الجنوبية، أوضحت فيه بأن” (سول) ستردّ بقوة، استناداً إلى تحالفها الراسخ مع الولايات المتحدة، إذا واصلت كوريا الشمالية الاستفزازات النووية والصاروخية”.

كما ذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، أن “رئيسي هيئتي الأركان المشتركة في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اتفقا في _اتصال هاتفي_ على الرد بقوة على أحدث صاروخ باليستي أطلقته كوريا الشمالية، بما في ذلك إجراءات عسكرية محتملة وغير محددة، وعلى اتخاذ الإجراءات الضرورية للرد في أقرب وقت ممكن، لإظهار إرادة التحالف القوية بما في ذلك الإجراءات العسكرية”.

روسيا من جانبها، اعتبرت الاختبار الصاروخي الجديد لكوريا الشمالية، هو نتيجة ورد فعل، للمناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وقال نائب وزير الخارجية “سيرغي ريابكوف”، أن “المناورات التي أجرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، لعبت دورها في تحفيز (بيونغ يانغ)، على إطلاق صواريخ جديدة مرة أخرى، وعبّر عن قلق بلاده إزاء التطورات حول شبه الجزيرة الكورية، مشيراً إلى أن الوضع يتجه نحو التصعيد، وإن بلاده تتوقع ضغطاً جديداً وعقوبات ضد كوريا الشمالية على إثر الإطلاق الصاروخي الأخير”.

ومن جانبه، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاجلاً، حول “كوريا الشمالية” بعد ظهر اليوم الثلاثاء في نيويورك، بناءً على طلب “طوكيو وواشنطن”، لبحث الاختبار الصاروخي الأخير الذي أجرته “بيونغ يانغ”.

 

 

قد يعجبك ايضا