كردستان الاستفتاء على الاستقلال رغم الضغوطات
أكد رئيس إقليم كردستان العراق الفيدرالي “مسعود برزاني” خلال حفل كبير أقيم في مدينة “العمادية” لدعم الاستفتاء على استقلال كردستان، بأنهم “لم يحصلوا على ما يرضي الشعب الكردي ويحل محل الاستفتاء”، في حين أقر برلمان الإقليم بالإجماع، أمس الجمعة على إجراء الاستفتاء في 25 من الشهر الجاري.
يأتي ذلك في ظل تصاعد أصوات إقليمية ودولية تدعو حكومة الإقليم إلى العودة إلى طاولة المفاوضات مع حكومة بغداد، وقال البيت الأبيض في بيان اليوم السبت بأن “الولايات المتحدة لا تؤيد الاستفتاء وأن إجراءه سيقوض الجهود الرامية للقضاء على تنظيم داعش”، حيث دعت الإدارة الأمريكية حكومة كردستان إلى “البدء بمباحثات جدّية ومستمرة مع بغداد”.
أما تركيا التي ترى أي صعود كردي بأنه “خطر على أمنها القومي”، استخدمت لغة الوعيد في الرد على موعد الاستفتاء، حيث خاطب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حكومة الإقليم قائلاً “يعقد مجلس الأمن القومي التركي ومجلس الوزراء اجتماعاً في 22 من الشهر الجاري، وبرزاني سيرى بشكل واضح مدى حساسية أنقرة تجاه الاستفتاء عقب هذه الاجتماعات”، واصفاً تصريحات برزاني بخصوص الاستفتاء “خاطئة للغاية، لأنه يعلم حساسيتنا تجاه وحدة التراب العراقي”.
وأكراد كردستان إيران البالغ تعدداهم نحو 10 ملايين –وفق أحدث التوقعات-يخوضون حروباً لنيل حقوقهم القومية، مثل إخوتهم على الجانب الآخر من الحدود، لذا، لم يكن موقف النظام الإيراني مختلفاً عن موقف أردوغان، حيث قال رئيس الأركان الايراني في اتصال مع نظيره التركي، أن “الاستفتاء له تداعيات سلبية وخطيرة”، داعياً تركيا ودول الجوار إلى التنسيق والعمل المشترك من أجل صد المشروع.
رغم الضغوطات الكبيرة على حكومة كردستان، من زيارة للمبعوث الأمريكي لها “بريت ماكغورك” ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، والسفير البريطاني في العراق، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في الآونة الأخيرة في مسعى منهم لتأجيل الاستفتاء، تبقى حكومة كردستان مصرّة على موقفها في إجراء الاستفتاء بموعده المقرر.