كارثة الزلزال.. هل تعطي الأسد فرصة للإفلات من العزلة والعقوبات والعقاب؟
كارثة الزلزال في سوريا.. كل يراها حسب منظوره.. البعض يرى فيها فرصة لتوحيد ورص الصفوف والتكاتف والتآزر بين مختلف المكونات والأعراق والديانات على اعتبار أن الكارثة لم تستثن أحداً ..معارضة أو موالاة..كردياً أو عربياً.. مسلماً أو مسيحياً.. المصير واحد والمعاناة واحدة.
وثمة من رأى فيها بصيص أمل لفتح المعابر والمساعدات الإنسانية أمام المحتاجين وما أكثرهم في سوريا، بعد أن نالت منهم الحرب ما نالت وأنهكهم صراع المصالح الدولية.. لكن هذا الأمل أيضاً ذهب أدراج الرياح..فالمعابر لا تزال مغلقة والمساعدات محرمة على السوريين.. ليس لأنهم ليسوا بحاجة.. بل لأن الفيتو الروسي قرر أن تبقى سوريا محطة للكوارث الإنسانية وليذهب الجميع إلى الجحيم….
ومنهم من رأى فيها فرصة للانقضاض على المستضعفين ونهب وسلب ممتلكاتهم وسط انشغال العالم بالكارثة وهذا ما يحدث في جنديرس بعفرين ومناطق أخرى…. الأمر ليس بجديد أو غريب على أية حال فكهذا جرت العادة في المناطق المحتلة من قبل تركيا.
وبعيداً عن هذا وذاك..يرى محللون أن الرئيس السوري بشار الأسد وجد فيها فرصة ثمينة للتملص من العزلة الدولية المفروضة عليه والحصول على مساعدات خارجية عبر الأراضي السورية، والتحرر تدريجياً من العقوبات وربما العقاب… عقاب جزاء ما اقترفت قواته من جرائم وما حملت براميله المتفجرة من زلازل من نوع خاص، هزت مختلف أنحاء سوريا….
وهذا ما حدث بالفعل.. فبعد التعاطف الدولي الكبير مع الشعب السوري إثر الزلزال المدمر، ها هي الحكومة السورية تكرر مطالبها بضرورة التنسيق معها قبل دخول أي مساعدات وهذا ما يرفضه الغرب منذ العام ألفين وأحد عشر ولايبدو أنه سيغير موقفه.. أقله في الوقت الحالي.
أما صعوبة إدخال المساعدات إلى الشمال السوري المنكوب عبر تركيا بسبب عدم وجود غطاء أممي واستئثار أنقرة بالمساعدات ورفضها دخول أي مواد إغاثية عبر مناطق شمال وشرق سوريا، كلها عوامل قد تخدم موقف بشار الأسد…
غير أن البعض له رأي آخر فالقوى الغربية وعلى رأسها واشنطن رفضت أي مقاربة بهذا الاتجاه وقالت إنها ستواصل تقديم المساعدات عبر المنظمات غير الحكومية في الميدان وليس عبر الحكومة السورية، التي يعتبرها الغرب عموماً المسؤولة الرئيسية لأزمة أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وشردت الملايين داخل سوريا وخارجها..