قوات سوريا الديمقراطية تبدي مقاومة شرسة وتكبد جيش الاحتلال التركي خسائر فادحة

وسطَ تباينٍ بالمواقفِ الدولية والإقليمية حولَ الاعتداءِ على عفرين، أعلن رئيسُ ممثليةِ الشمالِ السوري في موسكو، رودي عثمان، أن قواتِ سوريا الديمقراطية أجبرتِ جيش الإحتلال التركي والجماعاتِ المرتبطة بها على التراجع. يأتي هذا فيما أنهى مجلسُ الأمن الدولي مساءَ أمس الإثنين، جلسةً عقدها للبحثِ في الهجومِ التركي على عفرين السورية، من دون أن يُصدرَ إدانةً او اعلاناً مشتركاً.

بينما تتزايدُ الأزمةُ في عفرين، بعد القصفِ التركي الذي أعقبَهُ استهدافُ الطائراتِ الحربية لمناطقَ عدة في عفرين السورية، بدأت المخاوفُ من احتمالات حدوثِ اشتباكٍ سياسي دولي جديد، الأمرُ الذي يدفعُ تركيا لمواصلةِ العدوان العسكري القوي التي بدأته هناك.
تباينت على إثر ذلك المواقفُ المبطّنة والمعلنة لجميع الأطراف والدول الفاعلة في الأزمة السورية، فكلٌّ يغنّي على ليلاه، واشنطن لن يرضيها التحرُّكَ العسكري التركي، لأن قواتِ سوريا الديمقراطية تقفُ ووقفت في الصفوف الأمامية في محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا، وعلى ما يبدو، أن الموقفَ الوحيد الواضح في المشهدِ كلِّه، هو موقفُ المعارضةِ السورية، التي أعلنت تأييدها للعدوان التركي على عفرين.
ومن جانبه أعلن رئيسُ ممثلية الشمال السوري في موسكو، رودي عثمان، أن قوات سوريا الديمقراطية أجبرت قواتِ الاحتلال التركي والجماعات المرتبطة بها على التراجع، وذلك بعد محاولةِ جنود الاحتلال والميليشيات المدعومة من قبل أنقرة الوصول إلى مدينة عفرين السورية بمساعدة غطاء جوي تركي استهدف بالصواريخ مناطقَ عدة في عفرين ، لكن محاولةِ الخرقِ باءت بالفشل واستطاعت “قوات سوريا الديموقراطية” من صد الهجوم من خمسةِِ محاور مختلفة.
وأضاف عثمان: أنه تم قتلُُ حوالي عشرة من جنود المحتل التركي وأكثر من عشرين عنصراً تابعين للميليشيات وتم نقلُهم إلى مدينة إعزاز السورية المحاذية للحدود التركية”.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن قوات سوريا الديمقراطية خاضت معركة مقاومة شرسة، وتصدت لقوات الاحتلال التركي ومقاتلين متحالفين معها في قريتين كانت تلك القوات قد استولت عليهما لبرهة قصيرة.
من جانب آخر صدرت عن موسكو خطوة جديدة دلّت على تأييد ضمني للعملية العسكرية التركية في عفرين، فيما أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الاعتداء على عفرين سيسير نحو تحقيقِ الأهداف المنسّقة مع الروس، وهي المرة الأولى التي يتحدثُ فيها أردوغان علناً عن اتفاقٍ بين أنقرة وموسكو على العملية.

وكان مجلس الأمن الدولي، أنهى مساء أمس الإثنين، جلسةً عقدها للبحث في الهجوم التركي على منطقة عفرين السورية، من دون أن يُُصدِرَ إدانةً أو إعلاناً مشتركاً، حيث عبر السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا دولاتر، عن “قلقٍ عميق حيالَ الوضعِ في شمالي سوريا، وسط َالتصعيد المستمر”.
وكرّر السفير الفرنسي تصريحَ وزيرِ خارجية بلاِدِه جان إيف لودريان، الذي دعا الأحدَ الماضي، السلطاتِ التركية إلى “ضبط ِالنفس”.

قد يعجبك ايضا