قوات روسية تنتشر في تل رفعت للفصل بين الأتراك والأكراد
دخلت قوات روسية، بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، الواقعة تحت حماية قوات سوريا الديمقراطية، التي تتشكّل بغالبيتها من مقاتلي وحدات حماية الشعب، تتعرّض البلدة لقصف متكرر من قبل الاحتلال التركي وميليشياته المتمثلة بـ”درع الفرات”، وفيما أفادت معلومات بأنها “ستكون قوات فصل بين الطرفين”، فإن المعارضة السورية، أدرجتها في سياق ترتيبات الحلول السياسية التي تسلكها الحرب السورية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “دخول القوات الروسية ضمن رتل عسكري إلى مناطق حماية قوات سوريا الديمقراطية بالريف الشمالي لحلب، جاء بعد مساعٍ قام بها الجانب الروسي منذ منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي، للتوصل لاتفاق وموافقة من وحدات حماية الشعب، حول نشر قوات الشرطة العسكرية الروسية، في المنطقة الممتدة بين مدينة مارع وبلدة دير جمال بريف حلب الشمالي، على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل المقاتلة المدعومة منها”.
وأشار المرصد إلى أن الدخول العسكري الروسي “يأتي بالتزامن مع مواصلة تركيا تحضير قواتها لبدء عملية عسكرية، تهدف من خلالها استعادة القرى التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية في أواخر 2015 وأوائل 2016، بين مارع ودير جمال، والهجوم على منطقة مدينة عفرين”.
في هذا الوقت، أكد أبو حاتم الشامي، القيادي في “الجبهة الشامية”، أحد فصائل “درع الفرات” لـ”الشرق الأوسط”، أن “القوات الروسية دخلت بالفعل إلى تل رفعت، ولكن لا نعلم ما هي مهمة هذه القوات، وهل دخلت ضمن اتفاق تركي روسي؟”، معتبراً أن “الجانب التركي لديه بالتأكيد معلومات حول هذا التحرّك، الذي هو من ضمن ترتيبات سياسية معينة”.
أما مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل، فلفت إلى أن “دخول القوات الروسية إلى تل رفعت، يهدف إلى محاولة وقف مزيد من التمدد التركي، لكنه لا يوقف التهديد”. وقال لـ”الشرق الأوسط” إن روسيا “تحاول أن تكون صاحبة تأثير قوي في شمال سوريا، وأن تحدّ أيضاً من نفوذ إيران وحزب الله في هذه المنطقة”.
ولا يبدو هذا التحرّك خارج الموافقة الأمريكية، حيث أشار نواف خليل، إلى أن “ما يجري ليس بعيداً عن ترتيبات الجانبين الروسي والأمريكي، اللذين يحددان قواعد الاشتباك في سوريا”. معتبراً أن “البوصلة الأساسية لهذين القطبين في سوريا، هي هزيمة (داعش)، ولديهما مصلحة في وقف التوتر في ريف حلب، وعدم إشغال قوات سوريا الديمقراطية عن معركة الرقة”.
وتابع خليل أن “الدور التركي بات أقل تأثيراً في سوريا، في ظلّ ما يعانيه الائتلاف والفصائل المحسوبة على أنقرة”، داعياً إلى “الأخذ في الاعتبار التحضيرات الحالية لمعركة دير الزور الكبرى والاستراتيجية، التي ستحدد مع معركة الرقة مستقبل سوريا”.
وكانت روسيا افتتحت لها موقعاً عسكريّاً في قرية كفر جنة بريف مدينة عفرين، خلال شهر مارس (آذار) من العام الحالي، ووضعت فيه عدداً من آلياتها وجنودها، بحجة أنه موقع لمتابعة وقف إطلاق النار بين قوات الحماية وفصائل “درع الفرات”.