قوات روسية تحل محل أخرى إيرانية بالضفة الغربية للفرات
إعادة هندسة النفوذ والتوزع في مناطق النظام السوري، أصبحت برسم المخططات الروسية للمراحل القادمة من الازمة السورية، التي يراها متابعون على أنها مخططات للحد من النفوذ الإيراني في سوريا.
ففي خطوة لافتة دخل جنود روس إلى مدينة الميادين وبلدة محكان الواقعتين على الضفة الغربية لنهر الفرات بدير الزور، وانسحبت ميليشيات تابعة لإيران إلى الخطوط الخلفية من مدينة البو كمال الحدودية مع العراق.
القوات الروسية تمركزت مع مدرعاتها قبالة المناطق التي تنتشر فيها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي شرقي الفرات.
كما أن موسكو تسعى وبشكل خاص بعد السيطرة على وسط سوريا ومحيط العاصمة وجنوبي البلاد إلى الحد من حركة الميليشيات الإيرانية وضبط تحركات قوات النظام من خلال نشر حواجز في المناطق التي خضعت للمصالحات والتسويات خلال العام الجاري.
فبهدف إغلاق الطريق أمام المحاولات الإيرانية الساعية إلى تجنيد الشباب في مناطق المصالحات بصفوف ميليشياتها، فتحت الشرطة العسكرية الروسية باب التطوع أمام نحو ألفي شخص في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، وهو أمر كانت قد بدأت به القوات الروسية منذ بداية العام الجاري، عبر إقامة مقرات عسكرية في عدة مناطق كان آخرها مقر قرب مدينة صوران، بمحاذاة ريف إدلب الجنوبي، بالإضافة إلى مقر في مدينة محردة وآخر جنوب غربي مدينة حماة، وتتبع تلك المقرات للقاعدة المركزية للقوات الروسية في حميميم بريف اللاذقية.
أما في جنوبي البلاد تسعى روسيا إلى تأسيس تشكيل عسكري جديد يضم ما باتت يسمى بفصائل التسوية يكون تابعاً بشكل مباشر لحميميم.
المعطيات الأخيرة كما يراها البعض تمهد لسحب البساط من تحت إيران وتحجيم نفوذها في سوريا وخاصة على صعيد التواجد العسكري.