على الرغم من دعوات الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، الموجّهةِ إلى الحكومة السورية، للتعاون وتقديم التسهيلات لعبور اللاجئين السوريين من لبنان، خلال مرورهم بمناطق سيطرتها حتى وصولهم إلى مناطق الإقليم، إلا أن دمشق لم تبدِ أيَّ تعاونٍ في هذا الشأن، بل على العكس سارعت إلى اعتقال عشرات الأشخاص على الحدود.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد بأن قوات الحكومة السورية، اعتقلت خمسةً وثلاثين شخصاً من اللاجئين في لبنان، بعد عبورهم الحدود، على طريق سليمة – الطبقة هرباً من القصف الإسرائيلي، مشيراً إلى أنهم ينحدرون من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
المرصد أضاف أن قوات الحكومة وجّهت تهماً لهؤلاء، بالتخلف عن التجنيد الإجباري، وتم اقتيادهم إلى جهةٍ مجهولة، دون الكشف عن مصيرهم حتى اللحظة.
وبحسب المرصد الحقوقي، فإن قوات الحكومة تفرض إتاواتٍ ماليةً على العائدين من لبنان، تُقدّر بمبلغ مئتي ألف ليرةٍ سورية، على كل حافلة، أو المبلغ نفسه على كل شخصٍ “مطلوبٍ” لها، مشيراً إلى قيام عناصر الحواجز بابتزاز العائدين واعتقال مَن يتخلّف عن الدفع، واقتياده إلى جهةٍ مجهولة.
ويعاني اللاجئون السوريون في لبنان أوضاعاً إنسانيةً صعبة، تتمثل في منعهم من الانتقال لمخيمات النزوح في لبنان، على اعتبار الأولوية للبنانيين، بحسب السلطات المحلية هناك، وكذلك خوفاً من تعرضهم للقصف خلال عودتهم إلى سوريا، من خلال طرق التهريب أو الاعتقال من قبل قوات الحكومة السورية، حال وصولهم، وهذا بالضبط ما حصل مع عشرات الأشخاص.