قطر إلى مستقبلٍ غامضٍ مع استمرار دعمها للإرهاب
رغم عدم الإفصاح رسمياً عن الردّ القطري على مطالب “دول المقاطعة” التي تضمُّ السعودية ومصر والإمارات والبحرين، إلا أن الردّ لم يرقْ لهذه الدول واكتفت بوصفه بـ “السلبي” ، وبات واضحاً أن قطر تحاول الدخول في متاهة المفاوضات والتعمق أكثر في دهاليز هذه الأزمة، والإصرار على دعم التطرف والدخول تحت العمامة الايرانية والاحتفاظ بمنارتها الإعلامية المثيرة للشكوك.
التصريح الصحفي الذي أتى على هامش اجتماع وزراء خارجية دول المقاطعة، كان خاوياً من التصعيد والمواقف الجديدة، حيث اكتفى المجتمعون بانتقاد الدوحة والإصرار على مطالبهم وتكرار الاتهامات ذاتها.
جاء في بيان الدول المقاطعة الذي قرأه وزير الخارجية المصري سامح شكري أن “موقف الدول الأربع يعتمد على المبادئ والمواثيق الدولية، ولا يمكن التسامح مع الدور التخريبي لقطر”.
وكشف سامح شكري أن “ردَّ قطر سلبي ويفتقر لأي مضمون”، مؤكداً بأنه “لا حلّ وسط ولا تفاوض على المطالب” معرباً عن أسفه “لمماطلة قطر في ايجاد حل للأزمة”.
وتضمن البيان أيضاً أن موقف الدول الأربع يقوم على أهمية الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية، والمبادئ المستقرة في مواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، واتفاقيات مكافحة الإرهاب الدولي مع التشديد على عدة مبادئ:
1 – الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة.
2 – إيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحضْ على الكراهية أو العنف.
3 – الالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية لعام 2014 في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
4 – الالتزام بكافّة مُخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في الرياض في مايو 2017.
5 – الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجة عن القانون.
6 – مسؤولية كافة دول المجتمع الدولي في مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تُمثّل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
وقال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي أن “إيران من أكبر الدول الراعية للإرهاب ومن الطبيعي أن تتعاون قطر معها وتقوّي علاقتها بها”، وأشار في حديثه أنه “سيتم التشاور بشأن الإجراءات القادمة واتخاذ القرارات في الوقت المناسب”، مؤكّداً بأن “تمويل الإرهاب جريمة وبلاده تمنع وصول الأموال للإرهابيين”.
لم يكن تعليق الإمارات عن الموضوع بعيداً عن السعودية، فأيضاً هي اتهمت قطر بدعم الإرهاب والتطرف وأنه لا يهمّها الاهتمام بأشقائها الخليجيين بقدر اهتمامها بالإرهاب.
وأكّد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في كلمته “إلى أن تقرّر قطر تغيير هذا المسار من مسار الدمار إلى مسار الإعمار سنبقى في حالة انفصال عن قطر”، ولم يعرف لماذا تريد قطر هذه الفوضى، كما أكّد أن قطر أثبتت خلال عقدين أن هوايتها هي رؤية الدم والخراب.
من جهته وزير الخارجية البحريني قال “إن قرار تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي سيصدر من المجلس وحده، وقال أيضاً إن الإخوان المسلمين الذين تدعمهم قطر أضرّوا بمصر واستباحوا دماء الشعب المصري، وأضرّوا بدولنا، وعلى هذا الأساس نعتبرهم منظمّة إرهابية”.
في المقابل صرّح وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن “قطر منفتحة على الحوار وعلى أي جهد جدّي لحلِّ الأزمة الخليجية، مع ضرورة الحفاظ على السيادة القطرية”.
وشدّد على أن بلاده لم تسعَ إلى تقويض أمن دول الخليج ولكن “لديها سياسة خارجية مختلفة”، ولن تسمح لأي دولة بالتدخل في خياراتها الخارجية.
وتم التطرق للمرة الاولى عن دعم قطر للمعارضة في سورية، وقال إن الدوحة دعمت المعارضة السورية المعتدلة ضد إرهاب نظام الأسد من خلال آلية معلومة للدول الداعمة للثورة السورية، مشددا على أن بلاده طبقت على الدوام قوانين حازمة لمحاربة الإرهاب، ولكن في الوقت نفسه كانت تدعم المتطرفين في سوريا.
أردوغان الداعم الأقوى للتطرف في سوريا والذي لم يتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول والذي يقف بجانب قطر في دعمه للإخوان المسلمين، أكّد أن رفضه للمطالب التي وجهتها الدول الأربع وقال إنها غير مقبولة تحت أي ظرف”.
كما وأكّد أيضاً أن القاعدة العسكرية التركية في قطر لن تغلق إلا إن طلبت قطر ذلك.
وشهدت قطر فوضى غير مسبوقة بعد قطع السعودية ومصر و الإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية معها مما أغلق خطوط النقل، وأدّى إلى نقص في الإمدادات والمواد الغذائية، لتهرع إيران وتركيا بإرسال المواد الغذائية والبضائع عن طريق الجو.
المتحدث باسم شركة الطيران الإيرانية، أكّد أن طهران أرسلت خمس طائرات من المنتجات الغذائية إلى قطر بعد الحظر الذي فُرض على هذه الدولة الخليجية الصغيرة. وتنقل هذه الطائرات حوالي تسعين طنّاً من المنتجات الغذائية والخضار إلى قطر.
وأوضح أن عملية الشحن تمت من مطارات طهران وشيراز، وأن “عدد الرحلات سيزداد بناء على الطلب القطري.
ويُذكر أن السعودية ومصر والإمارات والبحرين أعلنت مقاطعة قطر على خلفية دعمها للإرهاب والتطرف في المنطقة، وقدّمت لها 13 مطلباً من بينها إغلاق القاعدة العسكرية التركية وقطع علاقاتها مع التنظيمات المتطرفة لمسامحتها وإعادتها للعائلة الخليجية.
صهيب العثمان