قراءة لأبرز ما جاء في عناوين الصحف العالمية
رصدت الصحف الصادرة اليوم طائفة من الأخبار المنوعة وأبرزها ظاهرة شراء رجال أتراك لفتيات سوريات لاجئات، والاضطهاد الذي مورس بحق أفراد الروهينغا المسلمة، كما وسلّطت الضوء على القصف الإسرائيلي على مصنع للأسلحة في سوريا، فضلاً عما جاء في أروقة الصحافة أيضاً التهديدات التي تشكلها الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.
بدايةً نبدأ جولة الصحافة مع صحيفة “ذي صانداي تايمز“ البريطانية وكتبت “لويز كالهان” من مدينة غازي عنتاب التركية، مقالاً تحدثت فيه عن تفشّي ظاهرة “شراء رجال أتراك لفتيات سوريات لاجئات” واتخاذهن كزوجات ثانيات.
تقول كالهان إن بعض الرجال الأتراك “يشترون” القاصرات ويتخذونهن كزوجات ثانيات، لكن في الغالب يهجروهن بعد شهور قليلة، خاصة وأن تعدد الزوجات في تركيا أمر غير قانوني.
وفي حديثها مع محمد أبو جعفر وهو رجل يقوم بدور الوسيط الذي يبحث للرجال الأتراك عن زوجات ثانيات، قال “الرجل يبحث عن قضاء وقت ممتع، وعائلة الفتاة تريد المال، هكذا تجري الأمور”.
وتقول كالهان إن الحرب المستمرة لأكثر من ست سنوات في سوريا خلّفت قرابة ثلاثة ملايين لاجئ يعيشون في تركيا وحدها، معظمهم لا يملكون الحق في العمل ويجدون مشقة في الحصول على مأوى.
وتضيف كالهان أن هذه الأوضاع الصعبة تدفع بالكثير من العائلات إلى اللجوء إلى وسطاء مثل أبو جعفر لتزويج بناتهن مقابل مهور بخسة لا تتجاوز قيمتها 1200 جنيه استرليني.
كما تشرح أنه بسبب عدم شرعية تعدد الزوجات في تركيا، ينتهي الحال بمعظم هؤلاء الفتيات إما بهجران أزواجهن لهن أو بهروب الفتاة بسبب سوء معاملة الزوج.
وبعد ذلك تعود بعضهن للعيش مع أسرهن، لكن البعض الآخر ينبذن من قبل عائلاتهن، ولا يجدن أمامهن من خيار سوى العمل في الملاهي الليلية.
وفي موضوع ما تتعرض له أقلية الروهينغا نشرت صحيفة “صنداي تليغراف” البريطانية أيضاً تقريراً أعده “رولاند أوليفانت” في بنغلاديش.
ويصف الكاتب شخصاً من أقلية الروهينغا يدعى مولوفي مبارك، وهو أحد سكان بلدة توم بازار في ميانمار، عندما كان يستذكر آخر يوم له في بلدته قبل فراره منها إثر هجوم استهدفها.
يقول مبارك مستذكراً المهاجمين “كانوا خليطاً من الجنود النظاميين ومن مدنيين مسلحين بالعصي والسكاكين”، ويضيف “لكن وسط هذه الفوضى، شخص واحد على وجه الخصوص ميزته بوضوح إنه رئيس البلدية، الذي وعد القرويين من أقلية الروهينغا في اليوم السابق للهجوم بالحماية وضمان السلامة، كان ضمن المهاجمين يحمل منجلاً”.
ويتناول المقال شهادات بأعمال عنف وحشية مورست بحق أفراد الروهينغا تنحدر إلى مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وإلى صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قال فيها الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية “تسفي بارئيل” في مقاله إن القصف الأخير الذي نفّذه سلاح الجو الإسرائيلي على مصنع للأسلحة في سوريا يعني أن إسرائيل تحوّلت فعلياً من وضعية المراقِبة لما يحصل في جارتها الشمالية إلى الشريكة الفعلية في أحداثها على الأرض.
وأضاف أن هذا الهجوم الجوي ليس الأول المنسوب لإسرائيل في سوريا، لكن توقيته جاء بعد تهديد روسيا بفرض حق النقض “فيتو” على كل مشروع قراربمجلس الأمن يصف حزب الله “بالإرهاب”، وبعد لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو “مع الرئيس” فلاديمير بوتين “في موسكو، دون حصوله على تعهد روسي بسحب قوات إيران من سوريا.
وأوضح بارئيل أن مهاجمة مصنع السلاح الأخير في سوريا قد لا يتبعه ردّاً روسياً شديداً، مما يمنح إسرائيل فرصة مهاجمة أهداف أخرى كقواعد سلاح الجو أو القوات البرية السورية لأنها تشكل تهديداً، وكل ذلك يعني أن الهجوم أعطى إسرائيل تدخلاً عميقاً داخل الساحة السورية، وأصبح وجودها العسكري هناك عنصراً من عناصر القوات التي تشارك بها روسيا وإيران وتركيا وسوريا.
وفي صحيفة “إسرائيل اليوم” قال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال “يعقوب عميدرور” “إن الهجوم الإسرائيلي الأخير على مصنع الأسلحة السورية يعني توسيعاً للسياسة الإسرائيلية، بعدما اقتصر سابقاً على منع إرسال قوافل السلاح الإيرانية والسورية إلى حزب الله”.
وأضاف عميدرور “أن هذا الهجوم الإسرائيلي يرسل رسالة إلى اللاعبين الأساسيين الثلاثة في سوريا وهم روسيا وإيران وحزب الله، مفادها أنه لا يوجد مكان حصين في سوريا، وإذا تبيّن لإسرائيل أن حفظ مصالحها يتطلب منها ضرب أي هدف هناك، فإن احتمال القيام بتحقيق ذلك عال جداً”.
ونختم جولة الصحافة في كوريا الشمالية وما تناولتها مجلة “ذي ناشونال إنترست” الأمريكية التهديدات التي تشكلها الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.
وقالت المجلة أن بيونغ يانغ لن تتردد في بيع تقنياتها النووية من أجل بناء جيشها والحفاظ على نظام الرئيس “كيم جونغ أون” في حياة البذخ.
وفي مقال نشرته المجلة للكاتب “ألان غروبمان” قال فيه إن كوريا الشمالية لن تشنّ على الأغلب هجوماً على الولايات المتحدة أو على القوات الأمريكية أو على أراضيها البعيدة بالأسلحة التقليدية أو النووية، وذلك لأن التكلفة ستكون انتقاماً أمريكياً هائلاً ووحشياً على كيم وبلاده.
وأضاف “غروبمان” أن التهديدات النارية التي ما انفك “كيم” يطلقها عبر تصريحاته ما هي سوى للاستهلاك المحلي على مستوى الشعب الكوري الشمالي أكثر من كونها موجهة إلى الأمريكيين، وأن لهجته العدائية هذه كان قد ورثها عن والده وجده، وأنها لا تعني الكثير.
واستدرك الكاتب بأن “كيم” ربما يكون قد ارتدع جرّاء التحذيرات الأمريكية، ولكن هذا لا يمنع من أن يقدم كيم على بيع التقنيات النووية التي لديه إلى جهات خطيرة من خصوم الولايات المتحدة الذين قد لا تكون واشنطن قادرة على ردعهم بسهولة.
وفي نفس السياق، نشرت المجلة مقالاً آخر للكاتبين “جاكوب هيلبرون وولاس غريغسون” حذّرا فيه من أن شبه الجزيرة الكورية وآسيا والمنطقة قد تكون مقبلة على سباق خطير للتسلح.
وقال الكاتبان إن السبب في هذا السباق يعود إلى البرنامج النووي الذي تتبنّاه كوريا الشمالية التي ما انفكت تجري تجاربها على إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
كما حذّرا مما تمتلكه كوريا الشمالية من قوى المدفعية التقليدية الضخمة والقوة الصاروخية التي تمنحها نفوذاً كبيراً على جارتها الحليفة الأمريكية ممثلة في كوريا الجنوبية.
قراءة: زوزان بركل