قتيل وجريحان في تظاهرة بالبصرة
لم يجدوا في أحزابهم وقواهم السياسية ما يحققُ مطالبهم، فلجأوا إلى تظاهراتٍ سلمية لعلَّ وعسى أن تُحركَ برودَ المسؤولينَ في نهارِ البصرة الساخن.
منطقة “باهلة” التابعة لمحافظةِ البصرة شهدت تظاهراتٍ حاشدة لشبانٍ عراقيينَ عاطلين عن العمل، طالبوا فيها بإيجادِ عملِ لهم في ظلِّ الانتشارِ الكبير للبطالة في محافظتهم.
تظاهرةٌ تحولت إلى اشتباكٍ مع القواتِ الأمنية شمالي البصرة، بعد محاولةِ المتظاهرين نصبَ خيمِ اعتصام، ما أدى إلى مقتلِ شابٍ وإصابةِ اثنينِ آخرين بجروحٍ خطيرة.
خرج على إثرها المئات من الشبان في مظاهرةٍ غاضبة تطالبُ المسؤولينَ بفتحِ تحقيقٍ ومحاكمةِ الجناة، قبلَ أن يتأزمَ الوضعُ أكثر.
مسؤولون عراقيون أشاروا إلى أن اتفاقاً بينَ وزارةِ النفط العراقية وشركاتِ نفطٍ أجنبية يتضمنُ تشغيلَ ما يُقاربُ الثمانينَ في المئة من شباب المحافظة في هذه الشركات، إلا أن الكثيرَ من الأيدي العاملة الموجودة في تلك الشركات هي من خارجِ المحافظة، خاصةً أن البصرة تشهد ارتفاعاً في نسبة البطالة، ناهيكَ عن آلاف الخريجين الجامعيين الذين لم يجدوا وظيفةً لهم في الدولة منذ عشرِ سنواتٍ خلت.
وللحدِّ من اتساعِ رقعةِ التظاهرة الغاضبة، أعلنت الداخلية العراقية عن تشكيلِ لجنةٍ للتحقيقِ في قضيةِ المتظاهرينَ بالبصرة، مشيرةً إلى أهمية “احترامِ المواطنِ وعدمِ التجاوزِ المطلقِ عليه واللجوءِ إلى القانون في القضايا المختلفة وخاصةً تلك التي يقعُ فيها احتكاكٌ بينَ المواطنِ ورجلِ الأمن”.
وشددت الوزارة على ضرورةِ عرضِ نتائجِ التحقيق بشكلٍ سريعٍ أمامَ أنظارِ وزيرِ الداخلية قاسم الأعرجي “من أجلِ العمل على إحقاقِ الحقِّ ومحاسبةِ المقصرين”.