في يوم الطفل العالمي… حرب ضروس بالشرق الأوسط تطحن أحلاماً بريئة
على عكس أطفال العالم… فرضت الحروب المندلعة في الشرق الأوسط أحلاماً وآمالاً جديدة على الأطفال في يومهم العالمي … فأقصى ما يتمناه الطفل في هذه المنطقة المشتعلة هو العيش برفقة عائلته تحت سقف بيتٍ يأويهم، معافىً في جسده سالماً من معاناة النزوح واللجوء المريرة، والتي فاقت أعمارَهم وأثقلت كاهل أجسادهم الغضّة.
غزة حديث الساعة، لم تكن معاناة الأطفال فيها وليدةَ الأحداث الأخيرة، وإنما تمتد لسنواتٍ عديدة، إذ تجاوزت الانتهاكات بحق الأطفال الحرمانَ من التعليم واللعب إلى الحرمان من الحياة في بعض الأحيان.
يوسف ذو ال 7 سنوات “الأبيضاني الحلو صاحب الشعر الكيرلي” حاله حالُ الآلاف من أطفال غزة، الذين حرمتهم الحرب الأخيرة من جميع حقوقهم بما فيها حق الحياة. كان يُمنّي نفسه بشيءٍ يسدُّ رمقه قبل فقدان حياته، تلك أمنية بسيطة ربما لا تخطر ببال أي طفلٍ في أي بقعةٍ من بقاع العالم، إلا أن للحرب رأياً آخر، حتى في الأمنيات.
وليس بعيداً عن غزة، هنا في شمال شرق سوريا خاصةً، وفي سوريا عامة، باتت المأساة عصيةً على الحلول، فكل يوم هناك مآسٍ جديدة، والأطفال هم الحلقة الأضعف في مأساةٍ لم تنتهِ بعد من التهام آمالهم وأحلامهم، إذ تشير تقديراتٌ للأمم المتحدة إلى أن عدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم في سوريا منذ بداية الصراع، وصل إلى أكثرَ من 27 ألف طفل.
ومن منّا لا يتذكر الطفل محمد ابن مدينة رأس العين / سري كانيه، الذي لم يسلم من بطش وإجرام الاحتلال التركي، الذي أحرقه بمادة الفوسفور المحرمة دولياً، ليكون ضحيةً أخرى، حالُه حالُ كثيرٍ من الأطفال الذين تأذَّوا وفقدوا حياتهم نتيجة النزاعات والحروب.
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، إلى متى سيبقى أطفال الشرق الأوسط بلا آمالٍ ولا أحلامٍ ولا أمان، ومتى سيحتفلون كما أطفال العالم بيوم الطفل العالمي، ويرتفع لديهم سقف الآمال لكي تضاهي أحلامَ أطفال العالم الآخر؟؟