في مشهدٍ يعكس هشاشة الأوضاع الأمنية في سوريا، أثارت مشاهد فيديو يظهر فيها مجموعةٌ من طلاب مدينة السويداء جنوبي البلاد، يغادرون السكن الجامعي في العاصمة دمشق، الجدلَ على مواقع التواصل الاجتماعي.
المشاهد التي تمَّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر مغادرة الطلاب للسكن الواقع على أتستراد المزة في دمشق، تأتي بعد فترةٍ شهدت توترات غير مسبوقة في أماكن تجمعات الطائفة الدرزية في سوريا، سواءً في جرمانا أو أشرفية صحنايا أو السويداء.
عودة مئات الطلاب من عدد من المحافظات إلى السويداء جنوبي سوريا
مغادرة الطلاب من السكن الجامعي لم تقتصر على دمشق، بل امتدت إلى محافظات أخرى، حيث شهدت مدينة السويداء عودة متتالية لمئات من طلابها الجامعيين، الذين اضطروا لمغادرة المدن الجامعية، بعد تعرضهم لحملة تجييش طائفي ومضايقات على خلفية تداول تسجيل صوتي، أُثير الجدل حول الجهة التي تداولته أو التي انتجته عبر تطبيقات الذكاء الأصطناعي.
ويوم الأربعاء، غادر مئات الطلاب من أبناء السويداء جامعة حلب عائدين إلى ديارهم، بعد تحسّن نسبي في الظروف الأمنية على الطرق المؤدية إلى الجنوب، بينما كان آخرون قد غادروا محافظات مختلفة خلال الأيام الماضية نتيجة الشعور بالتهديد المتزايد.
ومع تصاعد الخطاب الطائفي داخل الحرم الجامعي وخارجه، وتحت غياب أي حماية رسمية أو تدخل من وزارة التعليم العالي ووزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة الانتقالية لضمان سلامة الطلاب، اضطر المئات من أبناء محافظة السويداء لمغادرة سكنهم الجامعي تباعاً، والعودة إلى محافظتهم خوفاً من التعرض لاعتداءات أو مضايقات طائفية، مؤكدين أنهم لن يعودوا إلى مقاعدهم الدراسية ما لم تُقدّم ضمانات فعلية لحمايتهم.