في سابقة تاريخية.. مناورات عسكرية مشتركة بين أرمينيا و أمريكا

في حدث كسر العلاقة الاستراتيجية بين موسكو ويريفان، بدأت الاثنين أرمينيا مناورات عسكرية مشتركة مع قوات حفظ السلام الأمريكية، بهدف زيادة مستوى قابلية التشغيل البيني بين الطرفين، في مهام حفظ السلام الدولية.

وبحسب واشنطن تستمر تدريبات “إيغل بارتنر 2023” لغاية الـ 20 من الشهر الجاري، ويشارك فيها نحو خمسة وثمانون جندي أمريكي، بالإضافة إلى قرابة مئة وخمسة وسبعين جندياً أرمينياً في مركزي “زار” و”أرمافير” للتدريب، الواقعين بالقرب من يريفان.

بدورها، استدعت روسيا قبل أيام سفير أرمينيا، مندّدةً بما وصفته بالإجراءات غير الودية، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده لا ترى شيئاً جيداً في محاولات دولة عدوانية عضو في الناتو للتوغل في القوقاز، وفق تعبيره.

بينما أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن مثل هذا التقارب بين يريفان وواشنطن يتطلب تحليلاً عميقاً للغاية، مؤكداً أن روسيا تريد مواصلة الحوار الوثيق مع الجانب الأرميني.

استياء عام في يريفان يبعد بوصلتها عن موسكو

الاستدارة الأرمينية جاءت عقب ما وصفه رئيس الوزراء نيكول باشينيان، أن اعتماد بلاده على موسكو كان خطأً استراتيجياً، قبل أن ترسل يريفان مساعدات إنسانية إلى كييف للمرة الأولى، منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية في شباط/ فبراير العام الفائت.

كل ما سبق ربما كان نتيجة للاستياء العام المهيمن على المسؤولين الأرمينيين، جراء عدم قدرة روسيا على دعم بلادهم ضد أذربيجان، وعدم مشاركة قوات حفظ السلام الروسية في النزاع بين الجارتين.

وتصاعدت التوترات بين يريفان وباكو في مطلع تموز/ يوليو الماضي بعدما أغلقت الأخيرة بذرائع مختلفة ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بإقليم آرتساخ، مما تسبب في نقص كبير في الامدادات.

ومع عجز روسيا احتواء الأزمة، اتهمتها أرمينيا بالتقاعس في عدة مناسبات، في دليل على تراجع نفوذ موسكو على طرفي النزاع، وهو ما شجع الاتحاد الأوروبي وأمريكا بفرض نفسيهما كوسيطين بين العدوين اللدودين في القوقاز، وإن لم يتم إحراز أي تقدم حتى الآن.

Advertisements
قد يعجبك ايضا