فوضى انتشار السلاح في سوريا.. فتيل أزمة جديدة وقلق كبير للكثيرين (خاص)
بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أصبحت ظاهرة انتشار السلاح بشكل عشوائي في سوريا مصدر قلق كبير للسوريين، خاصة في ظل تزايد الأسلحة في العديد من المناطق، بما في ذلك في أيدي المجموعات التي كانت تنشط تحت رعاية النظام السابق.
ويعكس هذا الانتشار الفوضوي، بحسب مراقبين، أسوأ صور الفوضى التي اجتاحت البلاد بعد التطورات الأخيرة. فقد شهدت شوارع العاصمة دمشق بيع الأسلحة بشكلٍ علني ودون أي تدخل أو رقابة، خاصة بعد أن ترك عناصر النظام السابق كميات كبيرة من الأسلحة في الشوارع قبيل هروبهم. كما يُعتقد أن النظام قد عمد إلى ترك بعض الأسلحة لتفاقم الفوضى في تلك المرحلة.
هذا الانتشار الواسع للأسلحة في الشوارع والساحات العامة في دمشق تزامن مع عمليات سرقة ونهب طالت البنوك والمنازل، ما تسبب في انتهاك صارخ للممتلكات العامة والخاصة.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو والصور التي تُظهر حجم الفوضى التي اجتاحت المدن السورية بعد سقوط النظام.
لم تقتصر هذه الظاهرة على العاصمة دمشق فقط، بل طالت جميع المدن والبلدات التي كانت تحت سيطرة قوات النظام السابق. حيث شهدت تلك المناطق فوضى شديدة نتيجة انتشار كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر، التي يُعتقد أن معظمها قد دخلت إلى المنازل السورية، مما يهدد استقرار المجتمع.
ويشير المراقبون إلى أن هذه الفوضى قد تكون أخطر بسبب تمكُّن العديد من المجموعات التي كانت تعمل مع النظام السابق من الفرار بأسلحتها. الأمر الذي يزيد من احتمالية وقوع نزاعات مسلحة وصراعات جديدة، خاصة مع خشية الكثيرين من أن تقوم بعض الفصائل المسلحة بأعمال انتقامية ضد هذه المجموعات.
ويُعدُّ ما حدث في منطقة المزيرعة بريف القرداحة في اللاذقية يوم السبت، مثالاً واضحاً على الخطر الذي يشكله هذا الانتشار العشوائي للأسلحة، فقد أقدم مسلحون من فلول النظام السابق على نصب كمين لعناصرَ من هيئة تحرير الشام، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر الهيئة وإصابة آخرين في تبادل لإطلاق النار.
ويؤكد المراقبون أن استمرار هذه الفوضى وانتشار السلاح قد يقود إلى حقبة جديدة من العنف والاقتتال الداخلي، وهو ما من شأنه أن يزيد من معاناة السوريين التي استمرت لأكثر من أربعة عشر عاماً.