“فقدنا كل شيء”.. حي يعتصره الحزن في بيروت يكافح من أجل إعادة البناء
الانفجار المروع دمر منزلا مكونا من ثلاثة طوابق مما تسبب في وفاة أربعة من بينهم كلوديت، وهي أرملة في السبعينات من العمر.
ظلت كلوديت حلبي تصرخ من تحت أنقاض منزلها على مدى ساعة كاملة.. ثم أسلمت الروح. ولم يتمكن الجيران من فعل شيء لها.
جوني خوند الذي ولد في الحي نفسه قبل 40 عاما ويعرف كلوديت منذ أن كان طفلا قال إنه كان يسمع صراخها لكن لم يقدر على عمل شيء.
وبعد مرور نحو أسبوعين، يكابد الجيران لتدبير الأموال اللازمة لإعادة البناء دون مساعدة من الدولة في مدينة تغوص بالفعل في انهيار اقتصادي عميق.
في كل زاوية كان هناك جيران يروون قصصا عن الخسائر، وأيضا عن الشجاعة.. مثل رجل ألقى بنفسه على ابنته لحمايتها واحتاج لعشرات الغرز وكذلك امرأة حملت والدتها الطاعنة في السن ووضعتها بين خزانتين.
وأدى انفجار مستودع المرفأ إلى مقتل ما لا يقل عن 172 شخصا وإصابة الآلاف وتدمير أحياء بأكملها، وأطاح بالجدران والشرفات في حي الكرنتينا، وهو جزء مهمل من العاصمة.
سلسلة الشوارع، التي تضم مجزرا ومصنعا للنفايات، كانت شاهدا على أحد أسوأ المذابح في الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990.
ومع هذا قال كثيرون إن الانفجار خلف في بضع ثوان أضرارا تفوق ما تسببت فيه الحرب الأهلية على مدار 15 عاما.
ومع تراكم الحطام مجددا على أعتاب منازلهم، أقامت أسر أمضت عقودا في حي الكرنتينا خياما خارج مساكنها. باتوا ينامون على الأرض أو على أرائك متهالكة في العراء.. في انتظار المجهول.