مجرد أن تسمعَ باسم عفرين، يتبادرُ إلى الأذهان فوراً الانتهاكات التي يرتكبُها الاحتلال التركي وفصائلها الإرهابية بحق السكان الأصلين هناك، من قتلٍ وخطف وفرض للإتاوات وحرقٍ للمحاصيل الزراعية وتجريف للمواقع الأثرية وممارسات أخرى تندرج ضمن سياسات التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي.
تلك الانتهاكات دفعت سكانَ قرية كاخرة بريف ناحية معبطلي في عفرين المحتلة، للخروج باحتجاجات شارك فيها عددٌ كبير من النساء، ضدَّ عمليات السلب والنهب ودفع الإتاوات المفروضة عليهم، من قبل فصيل “السلطان سليمان شاه” الإرهابي وللمطالبة بالإفراج عن المختطفين، ليعمدَ الاحتلالُ التركي والفصائل الإرهابية، إلى إطلاق الرصاص الحي عليهم، ما أدى إلى إصابة أكثر من عشرين شخصاً، أغلبهم نساء.
وبحسب مراقبين، فإن الاحتجاجاتِ التي اندلعت في قرية كاخرة والتي قد تمتد إلى مناطق أخرى في عفرين هي فتيلٌ قد يؤدي لإشعال ثورة ضد تركيا وفصائلها الإرهابية، فيما يرى آخرون أن تركيا ستمارس المزيدَ من الانتهاكات بحق السكان الأصليين.
هذا ويتكرر مشهدُ إراقة دماء العفرينيين بين فترة وأخرى، فيما يواجه السكان الأصليون مصيرَ الخطف والإخفاء القسري وجرائم القتل وغيرها.
وفي ظل تلك الانتهاكات باتت حالةُ الفوضى والفلتان الأمني هي السمة السائدة في المناطق المحتلة وخاصةً بعد إعلان تركيا حلَّ فصيل “صقور الشمال” الإرهابي بسبب رفضه سياساتِ التطبيع مع الحكومة السورية، إذ اندلعت مؤخراً اشتباكاتٌ بالأسلحة الثقيلة بين فصيلَي الحمزات والعمشات الإرهابيين من جهة، وبين فصيل صقور الشمال الإرهابي من جهةٍ أخرى، بعد رفض الأخير لقرار الاحتلال التركي بحله.