مآلات أطماع أردوغان في إقليم شمال وشرق سوريا بعد عودة ترامب.. إلى أين؟ (خاص)

عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أحيت آمال رئيس النظام التركي رجب أردوغان بإكمال مخططاته العالقة منذ سنوات خلت، حين احتل الجيش التركي مدينتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض/ كري سبي في خريف عام ألفين وتسعة عشر، عقب انسحاب الجيش الأمريكي من نقاط تمركزه في المنطقة هناك بأوامر من ترامب.

ومع توضح الصورة حول الفائز بالانتخابات الأمريكية التي جرت في الخامس من الشهر الجاري، كان أردوغان من أوائل المهنئين لترامب، بل وأكثرهم تعبيراً عن غبطته بذلك الفوز.

ومنذ ذلك الحين عادت تصريحات أردوغان القديمة الجديدة حول إقامة ما يسميه منطقة آمنة في سوريا عبر هجمات عسكرية تستهدف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، إلا أن الرياح لم تأتِ كما تشتهي سفن أردوغان، فجاءت تعيينات ترامب لفريقه في الإدارة الجديدة صادمةً للنظام التركي ككل، فمعظم الفريق الأمريكي مناهضٌ لأنقرة ولأجنداتها في أكثر من ملف وخاصة السوري.

ومع إعلان أسماء الفريق تلاشت شيئاً فشيئاً تصريحاتُ التهديد والوعيد من مسؤ

ولي النظام التركي، لتطفوَ على السطح مجدداً أحاديثُ التطبيع بين أنقرة ودمشق، فيما ذهبت ردود الأفعال التركية تجاه فوز ترامب تأخذ طابعَ الرسمية والدبلوماسية أكثر مما سبق، في خطوةٍ فسَّرها مراقبون بأن أنقرةَ ستتعامل بحذر مع هذا الفريق، إلى أن يدخل ترامب المكتب البيضاوي في واشنطن، وينجلي الضباب عن سياساته في ولايته الثانية، التي ما تزال غيرَ متوقعة كما كانت في ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021.

الرغبة التركية في احتلال أراضٍ جديدة في إقليم شمال وشرق سوريا، ربما تحتم على أنقرة تقديم تنازلات لواشنطن في ملفات أخرى لنيل الضوء الأخضر لتنفيذ هجومها المزمع، خاصة وأن النظام التركي لم يلقَ رداً إيجابياً من موسكو حول هذا الهجوم الذي يهدد بشنه بين الفينة والأخرى.

لكن ما الممكن أن يقدمه النظام التركي للولايات المتحدة في سبيل تحقيق أهدافه في شمال وشرق سوريا، خاصة وأنه لا يملك تأثيراً كبيراً في الملفات التي تؤرق واشنطن، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية.

ويضاف إلى ما سبق الدور السلبي الذي يلعبه النظام التركي في العقوبات المفروضة على كل من روسيا وإيران، فعدم التزام أنقرة بالعقوبات على موسكو حوّل تركيا إلى باحة خلفية لالتفاف الشركات الروسية ورجال الأعمال الروس من الرقابة المفروضة عليهم من قبل الغرب منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في شباط/ فبراير 2022.

كما أن أي انسحاب أمريكي من سوريا لن تستطيع تركيا ملأه بسهولة، ما يترك الفرصةَ سانحةً لتمدد روسي جديد، أو نفوذٍ إيراني غيرِ مرغوب به من قبل واشنطن أو تل أبيب، خاصة في الوقت الراهن الذي يشهد نُذُرَ حربٍ إقليميةً، ربما تكون سوريا إحدى ساحاتها.