عودة “أبو براء” إلى “إمارة النصرة”
لم يمضِ سوى أيام قليلة على انتهاء الاقتتال الذي جرى بين “هيئة تحرير الشام” و “حركة أحرار الشام” في ريفي إدلب وحلب، وما خلّفه الاقتتال من تداعيات أثرت على الحركة، حيث خسرت العديد من المناطق الرئيسة التي كانت تسيطر عليها في شمال إدلب ولا سيما “باب الهوى”، إضافة إلى عدد العناصر الذين انشقوا عن “الحركة” وانضموا إلى “الهيئة” يناهز عددهم الـ 5 آلاف مسلح كانوا ينضوون تحت ما لا يقل عن 14 كتيبة ولواء وفصائل عدة.
وكانت مصادر قريبة من المتطرفين قد نشرت عن تغييرات في هيكلية “الحركة”، تفضي إلى تعديلاتٍ جذرية في القيادة، بانتخاب حسن صوفان، الملقب بـ”أبي البراء” قائداً عاماً للحركة، وعودة “أبو صالح طحان”، القائد العسكري مع فصيل “جيش الأحرار” الذي انضم بمعظمه إلى هيئة “تحرير الشام” بعد تشكيلها.
وخلال اجتماع جرى بين قادة “الحركة” ،أمس، أعلن مجلس شورى حركة أحرار الشام في بيان له، عن قبول استقالة القائد العام للحركة المهندس عمار العمر “الإخواني” وتعيين حسن صوفان “السلفي” بدلاً عنه، وكنا قد أوضحنا في تقرير سابق بأن التيار الإخواني خسر ثقله داخل “حركة أحرار الشام”.
وبتوليه قيادة “أحرار الشام”، يبدو أن الحركة ستسير وفق رغبة راعيها السلفي، وتحرص على تمييز نفسها عن غيرها من الجماعات السلفية والتي يجمعها معها نفس التيار والفكر، وتعيين صوفان يتناسب مع هذا التوجه، خاصة وأنه يحظى بقبول في أوساط الجماعات الأخرى السلفية.
عقب هذا التغير الجذري وسيطرة التيار السلفي على حركة الأحرار بسبب نتائج الاقتتال الأخير بين االهيئة والأحرار، تحاول تركيا جاهدة “لملمة” بقايا التيارالإخواني داخل “حركة الأحرار” في مسعى منها للحفاظ على ما تبقى من “التيار الإخواني” في حركة الأحرار، وظهر ذلك من خلال الاتفاق الثاني الذي نص على ترحيل مقاتلي أحرار الشام من إدلب باتجاه ريفي حماة الشمالي وحلب الشمالي والشمالي الغربي، بالإضافة إلى بقايا المقاتلين التي استقدمتهم من منطقة درع الفرات – مع العلم أن كل هؤلاء المقاتلين محسوبون على التيار الأخواني داخل الحركة- سعياً منها لزجهم في معركة إدلب عبر إدخالهم من “معبرباب الهوى” الأمر الذي لم تفلح فيه تركيا.
ومع وصول “الصوفان” إلى قمة الهرم في الحركة، بدأت الصفحات الإلكتروني التابعة للحركة تعج بأخبار “انتصارات هيئة تحرير الشام” التي تقودها جبهة النصرة، الذراع السوري لتنظيم القاعدة، وتضع هذه الإنقلابات الجذرية في المشهد الإدلبي، تركيا أمام مفترق طرق، حيث صرح مسؤولون أتراك اليوم بأن هناك “احتمال حملة دولية على تنظيم القاعدة في إدلب”.
شيندا محمد