عشر نساء يمنيات يُنرن منازل كانت محرومة من الكهرباء في قراهن
تغلّبتْ عشرُ نساءٍ يمنيات على شكوكٍ وسخريةٍ تعرَّضنَ لها لتوصيل الكهرباء إلى قراهن وإضاءة منازلِها الواحدَ تلوَ الآخر في منطقة غالبًا ما تشهَدُ معاركَ، من خلال محطةٍ صغيرةٍ للطاقة الشمسية يأملن في توسيعها في المستقبل.
وفي بلدٍ يُمزِّقُهُ الجوعُ والفقر في ظل حربٍ طاحنةٍ مستمرةٍ منذ أكثر من ستِّ سنوات، تحقّقُ إيمان هادي وزميلاتُها ما كان يَعتَقِدُه كثيرون قبل عامين أنَّه أمرٌ لا يمكن تصوُّرُهُ.
وتديرُ إيمان هادي منذ عام 2019مشروعَ “محطة صديقات البيئة” في منطقة عبس شمال غرب العاصمة صنعاء.
وتُعَدُّ المحطةَ المجهزّة بستِّ شبكاتٍ للطاقة الشمسية المصدرَ الوحيد للكهرباء لعشرات المنازل في قرى عديدة.
وتقول إيمان هادي لوكالة فرانس برس إنَّ الفكرةَ بدأتْ عندما فكَّرتِ النساءُ العشرُ في ما يمكنُ القيامُ به للمساعدة في تخفيف آثار الحرب على أفقرِ دولِ شبه الجزيرة العربية.
وتوضِّحُ من خلف مكتبها في مبنًى قيدَ الإنشاء داخلَ المحطة “استطعنا أن نحقّق أكبر قدرٍ ممكنٍ في إسعادِ الناس ليتمكَّنُوا من توصيل الكهرباء لمنازلهم”.
وبدأت المحطةُ، وهي الوحيدةُ التي تديرها نساءٌ من بين ثلاثِ محطاتٍ في البلاد، بـ20 منزلاً، وباتتْ تنيرُ اليومَ 43 منزلاً.
وتقول فائقة نجار، وهي إحدى زبائن المحطة، لفرانس برس “الحمد لله من خلال هذه الطاقة، من الصباح وحتى المساء، المراوح والغسالات والثلاجات ومكائن الخياطة جميعها تعمل” في المنزل.
وتساعد محطة الطاقة كذلك الكثيرين على كسب المال.
فإيمان هادي تمنحُ قروضاً صغيرةً من صافي أرباح المشروع الشهرية المقدّرة بنحو 2000 دولار، للسماح للآخرين بفتح أعمال تجارية صغيرة مثلَ محلاتِ البقالة والمخابز.
ومع ذلك، لم تكن رحلة سيدة الأعمال اليمنية سهلةً أبداً.
وتوضح إيمان هادي “واجهنا صعوباتٍ كثيرةً من سخريةٍ ورفضٍ من أهالينا ثُمَّ من المجتمع الذي رأى أنّ هذا المشروعَ حِكرٌ على الرجال فقط وليس للنساء” دورٌ فيه.
لكنَّها أضافتْ “بجدارتنا واجهنا الصعوباتِ وزادَ فينا الإصرارُ بأن نسعى لإثبات وجودنا والاعتماد على أنفسنا (…) وتم تغيير تلك السخريةِ إلى تقديرٍ واحترامٍ للمرأة”.
ففي كُلِّ يوم، تقوم النساءُ تلك بمسح وتنظيف الشبكات الشمسية ذات اللون الأزرق الداكن، وصيانتِها، والتَّحقّق من عمر البطارية، واحتساب مُعَدَّلاتِ الاستهلاك من خلال العداداتِ المُعلَّقةِ على الجدران.
وحازَ المشروعُ جائزةَ أشدين للطاقة المستدامة التي تحتفي بمناصري مبدأ حماية المُناخ، بينما يعملُ برنامجُ الأمم المتحدة الإنمائيُّ على توسيع المشروع ليتمدَّدَ من ثلاثة إلى 100 موقع في جميع أنحاء البلاد.
كما تمَّ اختيارُ إيمان هادي (36 عاماً) من ضمن قائمة لشبكة “بي بي سي” كواحدةٍ من أكثر 100 امرأة إلهاماً وتأثيراً على مستوى العالم في 2020.
وتتمثلُ خِطَّةُ إيمان هادي طويلةُ الأجل في توسيع خدمات الطاقة الشمسية لتشمَلَ جميعَ المنازل في منطقتها وعددُها 3060 منزلًا.
وتقول لفرانس برس “رسالتي للنساء اليمنيات أن ينهضنَ (…) وأن يخرجنَ لتحقيق طموحاتهنَّ”.