عام على التغيير الديمغرافي في عفرين
عام على التغيير الديموغرافي والاتجار بالمعتقلين ومحو التاريخ وتشريد مئات الآلاف، بهذه الكلمات استهل المرصد السوري لحقوق الإنسان تقريره عن الوضع في منطقة عفرين السورية بعد مرور عام على الاحتلال التركي للمنطقة.
احتلال خطط ونفذ وعوده بتدمير مئات المنازل وتهجير مئات الآلاف من السكان، بغرض إجراء تغيير ديموغرافي وطرد السكان الكرد من مناطقهم وتوطين مهجرين في منازلهم التي هجّروا منها قسرا.
المعالم الثقافية والمراكز التعليمية كان لها نصيب الأسد من الانتهاكات، فمن منع اللغة الكردية إلى التعليم باللغة والمناهج التركية، وليس انتهاء برفع الأعلام التركية في أرجاء عفرين، في سياسة ممنهجة ترمي إلى تتريك المنطقة.
وكان تحطيم تمثال كاوا الحداد، الرمز الكردي في وسط المدينة، مثالاً صارخاً على النوايا الخفية للاحتلال التركي، ثم يوم أطلق عليه يوم الجراد والذي اجتاحت فيه مجموعات مسلحة المنازل والمحال التجارية والأراضي ونهبت كل ما فيها من أموال وأثاث وسيارات.
المرصد السوري تحدث عن تدمير ونهب عشرة مواقع أثرية، بالإضافة لاقتلاع وحرق أكثر من 125 ألف شجرة زيتون، ونهب مصانع وتفكيك معداتها ونقلها لتركيا.
أما الاعتقال والاختطاف فحدث ولا حرج، إذ أصبح تجارة رائجة تعتمدها تركيا وفصائلها، وبحسب المرصد فقد طالت نحو 2650، من ضمنهم نحو 1070 لا يزالون قيد الاعتقال، فيما أفرج عن البعض بعد دفع فدية، تقدر بأكثر من 10 ملايين ليرة سورية لكل مختطف.
عفرين شهدت مجازر قتل على يد الاحتلال التركي وفصائله تسببت في فقدان مئات المدنيين لحياتهم، بينهم نساء وأطفال، من المواطنين الكرد والعرب والأرمن، العشرات منهم قضوا تحت التعذيب وفي إعدامات.
آخر الانتهاكات التركية كان التعميم الذي صدر إلى سكان المنطقة من الكرد، بأنه لن يكون هناك أية عطلة رسمية في عيد نوروز، وأن جميع المؤسسات الرسمية ستواصل عملها في الـ 21 من آذار، ولن يتم السماح للمواطنين بالتظاهر أو إقامة احتفالات بالمناسبة القومية للشعب الكردي.
ولا تزال الممارسات اللاإنسانية حصة من تبقى في عفرين، وسط مناشدات ونداءات لمنظمات إنسانية وحقوقية برسم المجتمع الدولي، المطالب بإنهاء معاناة الأهالي، ووقف سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي الممنهج.