عام على الأزمة الأوكرانية.. معارك محتدمة ولا مؤشرات للتوصل إلى حل

آفاق الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال تتسع ونهايتها غامضة، ولم تكن حرباً خاطفة كما أرادتها روسيا، حيث أخفقت كل التوقعات التي برزت في بداية الهجوم بالرابع والعشرين من شباط/ فبراير من العام الماضي عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء هجوم عسكري شامل بأوكرانيا.

ومع مرور عام على الهجوم الذي كان ينتظر أن ينجز في أسابيع قليلة، لم تحقق روسيا أي نجاح حتى الآن في أوكرانيا رغم خسارة الأخيرة عشرين بالمئة من أراضيها، كما لم يقع الاتحاد الأوروبي في فخ الانقسام كما سادت المخاوف مع بدء الهجوم.

في المقابل، ورغم التقارير عن أن روسيا غرقت في المستنقع الأوكراني إلا أن قواتها لا تزال تتقدم في بعض المناطق الأوكرانية، كما أنها لا تزال متمسكة بشروطها التي أعلنتها قبل عام لإنهاء الحرب.

 

حرب لا هوادة فيها، غيرت وجه العالم، وبدلت الخرائط والأولويات والتحالفات، وأيقظت سباق التسلح، ودفعت إلى تجهيز الحقائب النووية في أكثر من بلد، بعدما عاد شبح المواجهة القاتلة إلى الواجهة.

كما لم تكن مجريات الحرب خلال عام موافقة لهوى الكرملين، الذي اضطر إلى تغيير تكتيكاته وتبديل مواقع القيادة والتحكم أكثر من مرة على مدى الأشهر الماضية، رغم تحقيقها تقدماً خلال المواجهات الصعبة، إلا أن تلك الإنجازات ما زالت توصف بالمتواضعة من قبل محليين روس، بالنظر إلى التوقعات التي سبقت الحرب.

في أيلول سبتمبر المنصرم، ومع إطلاق الهجوم الأوكراني المضاد، نجحت القوات الأوكرانية في التقدم سريعاً وأجبرت نظيرتها الروسية على التراجع في خاركيف وتشيرنيهيف وغيرهما، كما أجبرتها في تشرين الثاني/ نوفمبر على التخلي عن مدينة خيرسون الاستراتيجية التي ظلت تحت السيطرة الروسية على مدى ثمانية أشهر.

ورغم التقدم المهم في الأسابيع القليلة الماضية عبر السيطرة على سوليدار وإحكام الطوق على باخموت، فإن القوات الروسية تسيطر عملياً على أكثر بقليل من نصف أراضي دونيتسك.

وخلافاً لدونيتسك، كان الوضع في لوغانسك المجاورة مريحاً أكثر للكرملين، حيث بسطت روسيا سيطرتها خلال الأشهر الأولى للحرب على كل المنطقة تقريباً باستثناء مناطق قليلة ما زالت تشكل نقاط انطلاق لهجمات أوكرانية مضادة.

في خيرسون وزابوريجيا يبدو الوضع أسوأ قليلاً، إذ تعثرت موسكو بقوة، ومع إجبارها على التراجع في خيرسون فإنها فشلت في تحقيق أي تقدم يذكر في زابوريجيا، رغم تمسكها بسيطرة مهمة في مواقع على نهر دنيبرو، إلى جانب المحطة النووية.

ومع عدم وجود إحصائيات دقيقة عن خسائر طرفي الحرب، ورغم أن التصريحات الروسية والأوكرانية على حد سواء، كانت تضخّم خسائر الطرف الآخر، إلا أن تقارير غربية قدرت خسائر كييف بأكثر من 100 ألف جندي، مقابل 200 ألف من القوات الروسية بين قتيل وجريح ومفقود.

قد يعجبك ايضا