عامان على انتفاضة المرأة.. تجديد للعهد بمواصلة المقاومة والنضال في إيران (خاص)

“المرأة – الحياة – الحرية” شعار ترجم إلى عدة لغات عالمية تضامناً مع الأصوات المنددة في الساحات والميادين بإيران… أصوات غاضبة تعالت ضد مقتل الشابة الكردية جينا أميني على يد ما تسمى بـ”شرطة الأخلاق” التي اعترضت على ظهور خصلات من شعرها رغم تغطيته بحجاب تفرضه السلطات الإيرانية على النساء في البلاد، قبل أن تنهال عليها بالضرب والتعذيب ما تسبب بمقتلها بعد أيام من دخولها في غيبوبة داخل المستشفى.

في الذكرى السنوية الثانية لانتفاضة “المرأة – الحياة – الحرية”، تجدد النساء العهد بمواصلة المقاومة والنضال ضد أشكال القمع المختلفة التي تمارسها السلطات الإيرانية بحقهن، وذلك بعد غضب شعبي لا يزال متواصلاً في البلاد، ووصل صداه للعالم أجمع، حيث تضامنت جهات نسوية عالمية معه من خلال المقاطع المصورة التي نشرتها على مواقع التواصل وتنظيمها للاحتجاجات في مناطقها.

وتزامناً مع هذه الذكرى صعدت السلطات من انتهاكاتها وخروقاتها لحقوق الإنسان، فشنّت “حربًا على النساء والفتيات” عبر القمع الذي ازداد عنفا ضد أولئك الذين تحدوا قوانين الحجاب الإلزامي القاسية، وكثفت من ممارساتها لإسكات المعارضة واعتقلت الكثيرات من الناشطات والمدافعات عن حقوق المرأة اللواتي يطالبن بحقوقهن الإنسانية في حرية التعبير، والتجمع السلمي، والدين، والمعتقد، والاستقلال الجسدي.

السلطات الإيرانية عمدت إلى استخدام عقوبة الإعدام كأداة لقمع وإرهاب المحتجين في البلاد، حيث شهد عام 2023 أعلى عدد من الإعدامات طيلة ثماني سنوات في إيران، وفق تقارير حقوقية، ونفذت تلك الإعدامات في أعقاب محاكمات صورية اعتمدت على “اعترافات” انتزعت تحت وطأة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة بما في ذلك العنف الجنسي، دون تحقيقات مستقلة ونزيهة فيها.

وعلى إثر ذلك، قام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في نيسان أبريل عام 2024 بتمديد تفويض بعثة تقصي الحقائق في إيران، إلا أن السلطات الإيرانية لا تزال تصر على رفض التعاون مع الهيئة المستقلة وتمنع أعضاءها من دخول البلاد، فيما لا يزال المسؤولون الإيرانيون الذين يُشتبه في مسؤوليتهم الجنائية عن جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان والمرأة على وجه الخصوص يواصلون محاولاتهم في التملص من العدالة.

وفي وقت سابق أعلن والد الشابة الكردية جينا أميني، نيته إقامة مراسم تذكارية لها في مقبرة آيچي بمدينة سقز مسقط رأسها، وسط تداول أنباء عن أن المدينة شهدت حضورًا أمنيًا مكثفًا، حيث نُصبت كاميرات مراقبة عديدة في مختلف المناطق، خصوصًا في الأماكن التي شهدت احتجاجات سابقة.

قد يعجبك ايضا