ظاهرتا الهجرة والتهجير.. منتدى في شمال وشرق سوريا يناقش الأسباب والتداعيات وآفاق الحل

توفير الأمان وسبل الاستقرار من أولويات العيش في أي زمان ومكان؛ وأحد أهم الأسباب التي تعمل على زعزعة هذين المقومين هي الحرب.

فالحرب بتداعياتها المباشرة وغير المباشرة وتأثيرها على الحياة اليومية للسوريين مثلاً، كانت وما زالت السبب الرئيس للهجرة، وما زاد الطين بلة، أنّ أيَّ صيغةٍ للحل باتت مرهونةً بقوىً وأطرافٍ خارجية تعمل على تطويع مسارات الأزمة خدمةً لأجنداتها.

على رأس هذه الأطراف تركيا التي احتلت أجزاءً واسعة من شمال وشرق سوريا، ولاتزال تفعّل سياساتِ تهجيرٍ عرقيٍّ ممنهجة، بحقّ السوريين بغرض إحداث تغييرٍ ديمغرافي يهدّد ثقافة مكونات المنطقة وتاريخها.

وتحت عنوان “الهجرة والتهجير في شمال وشرق سوريا”، عقد مركز روج آفا للدراسات الإستراتيجية الأحد منتدى في مدينة قامشلي بحضور ممثلين عن الإدارة الذاتية ومنظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوقيين لبحث ونقاش أسباب وتداعيات تفاقم هاتين الظاهرتين في المنطقة في محاولةٍ لإيجاد طريقٍ يقود إلى الحل.

ممثلون عن السكان الأصليين لمناطق عفرين والشريط الممتد من رأس العين/سري كانيه إلى كري سبي/تل أبيض في شمال وشرق سوريا، والذين هجّروا قسراً من مناطقهم، استهلوا المنتدى بإلقاء كلماتٍ تعبِّر عن رغبتهم في العودة إلى مناطقهم، وتوضّح أثر التهجير على حياتهم.

ومن خلال ثلاث جلساتٍ رئيسية، يثير المنتدى محاور النقاش الدائرة حول أسباب الهجرة والتهجير وآثارها على ثقافة شعوب شمال وشرق وسوريا، إضافةً إلى الإلمام بجوانب أهمية الوعي الثقافي والاجتماعي والفكري والتربوي وغيرها من العوامل التي من شأنها الحد من هاتين الظاهرتين.

ويأتي عقد هذا المنتدى أيضاً تنديداً بالانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال التركي عبر استهدافه بالطيران الحربي والمسير مرافق حيوية وبنى تحتية إدارية ومدنية عامة وخاصة، مؤخراً، ما تسبب في وقوع ضحايا مدنيين وخروج مرافق الطاقة والمياه عن الخدمة… وهي أمور تلعب بالتأكيد دوراً في تعزيز فكرة الهجرة لدى فئة الشباب على وجه التحديد.

 

قد يعجبك ايضا