ظاهرة التسول في السويداء جنوب سوريا.. بين الحاجة والاعتماد عليها مصدرا للدخل

في ظل التدهور الاقتصادي المستمر الذي تشهده سوريا، لم تعد ظاهرةُ التسوّل في محافظة السويداء جنوبي البلاد، مجرّد حالةٍ فرديةٍ ناتجة عن الفقر أو الحاجة المؤقتة، بل تحوّلت لدى كثيرين إلى “مهنة” يومية يعتمدون عليها كمصدر دخلٍ ثابت.

ورغم أن التسوّل كان موجوداً سابقاً، إلا أن انتشارَه خلال الفترة الأخيرة بلغ مستوياتٍ غيرَ مسبوقة، حيث لم يعد مقتصراً على المحتاجين فقط، بل بات يُمارسه بعض الناس بشكلٍ منظم، وفي بعض الأحيان بشكلٍ جماعي، دون أي خوفٍ من المساءلة، نتيجة غياب القوانين الرادعة وضعف الرقابة الحكومية.

 

خبراء ومختصون في الشأن الاجتماعي يُرجعون هذا الانتشار المتزايد إلى عدة عوامل، أبرزها تفاقم الفقر، وارتفاع معدلات البطالة، وانعدام فرص العمل، إلى جانب فشل الجهات المعنية في إيجاد حلولٍ جذرية، تُحسّن من الوضع الاقتصادي للمواطنين

والمقلق في الأمر أن الظاهرة لم تعد حكراً على كبار السن أو من يعانون من إعاقة، بل أصبحت تشمل شباباً ورجالاً بكامل صحتهم الجسدية، وهو ما يعكس تحوّلها من سلوكٍ طارئ، إلى خَيارٍ معيشيٍّ شبه دائم لدى بعضهم.

ومع تصاعد شكاوى الأهالي من المتسوّلين الذين ينتشرون في الأسواق والشوارع بشكلٍ لافت، تتجه الأنظار نحو الحكومة الانتقالية، وتحديداً وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، للمطالبة بتحمّل مسؤوليتها وإيجاد حلولٍ فعالة، وسط دعواتٍ مجتمعية لتكثيف الحملات الميدانية وتنظيم عمل الجمعيات الخيرية، لتكون بديلاً فعالاً عن ظاهرة التسوّل.