كم مِن تغريبةٍ سيعيشها السوريون داخل وطنهم، وكم مأساة سيقاسونها بفعل العمليات العسكرية اليومية التي تشنها قوات الحكومة، وعلى وجه الخصوص في منطقتي جبل الزاوية بريف إدلب، وسهل الغاب بريف حماة.
ففي وقتٍ يتزامن فيه التصعيد العسكري في المنطقتين شمالي غربي البلاد، مع موسم قطاف المحاصيل التي يعتمد عليها الأهالي، أضيفت إلى مآسيهم مأساة جديدة بعد عودتهم الطفيفة، وهي النزوح مرة أخرى بسبب القصف اليومي الذي تنفذه قوات الحكومة السورية على قراهم وبلداتهم التي باتت شبه أطلال بفعل القصف.
التصعيد العسكري تسبب بتراجع كبير في إنتاج المحاصيل، وذلك لصعوبة وصول المزارعين إلى أراضيهم، حيث باتت قذائف المدفعية تحصد أرواحهم قبل أن يحصدوا هم محاصيلهم، عدا عن الألغام المزروعة في المنطقة التي باتت تشكل كابوساً حقيقياً لهم.
ومما زاد في معاناة السكان هناك، التنقل من قرية إلى أخرى بأثاث منازلهم بعد تدميرها هرباً من القصف اليومي، وعدم امتلاكهم لآليات لنقلها وارتفاع أجرتها التي تصل أحياناً إلى ما يقارب الخمسين دولاراً مقابل كل رحلة بسبب ارتفاع المحروقات وانعدامها، ناهيك عن أجور العمال.
كما أن لارتفاع إيجارات المنازل في المناطق التي ينزحون إليها، والتي بالكاد تكون صالحة للسكن بحسب النازحين، ثقلاً آخرَ يضاف إلى أثقالهم، حيث تتراوح بين مئةٍ وخمسين إلى ثلاثمئة دولار أمريكي في المناطق الحدودية كإعزاز، التي شهدت موجة نزوح كبيرة خلال الأيام الماضية
إغلاق المعابر الحدودية مع دول الجوار، ألقى بظلاله الثقيلة على النازحين السوريين، حيث بات المواطن السوري ذخيرة للحرب المستمرة من أكثر من عشر سنوات في بازارات الدول التي تحتل بلده.