صحيفة ذا انديبندنت: القاعدة تنمو بقوة في إدلب تزامناً مع معانة “داعش”

قالت صحيفة ذا انديبندنت البريطانية إن تنظيم القاعدة يخلق أقوى معاقله في شمال غرب سوريا، في الوقت الذي يركز فيه اهتمام العالم بشكل كامل تقريباً على الهزيمة الوشيكة لتنظيم “داعش” في شرق البلاد.

وسيطر تنظيم القاعدة بالكامل على محافظة إدلب والمعبر الحدودي الحيوي بين سوريا وتركيا، منذ يوليو (تموز) الماضي، وأصبحت حركة “تحرير الشام”، التي كانت تعرف باسم “جبهة النصرة”، أقوى الجماعات المتمردة في غرب سوريا، وبعد استيلاء النظام السوري على شرق حلب في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، انتقلت “النصرة” إلى القضاء على منافسيها في إدلب، بما في ذلك حليفها القوي السابق المدعوم من تركيا “أحرار الشام”.

ويقدر عدد مقاتلي “حركة تحرير الشام” بنحو 30 ألف مقاتل، والذي من المتوقع أن يرتفع بشكل كبير، لأن الحركة تدمج كتائب من جماعات متمردة أخرى لحقت بها الهزيمة، كما تجند الشبان من مخيمات النازحين داخلياً، بعد لجوئهم إلى إدلب من قوات نظام الأسد.

وأضافت الصحيفة أن القاعدة في سوريا تنمو بقوة، وخاصة في محافظة إدلب وحولها، تزامناً مع ما يعانيه تنظيم “داعش” من هزيمة بعد هزيمة في سوريا والعراق.

وتستفيد “هيئة تحرير الشام” التابعة للقاعدة، سياسياً وعسكرياً من تراجع “داعش”، لأن المتشددين العرب والأجانب، الذين يرفضون الاستسلام لقوات الأسد وأجهزة مخابراته، لن يبقى لديهم بديل سوى الانضمام إلى الحركة.

في حين نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالاً لمدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط شارلز ليستر بعنوان “يجب التحرك لإنقاذ إدلب قبل فوات الأوان”.

ويقول الكاتب: في وقت باتت الإجراءات التي اتخذتها الأطراف الخارجية تحدد مسار الصراع في أكثر من منطقة سورية، فإن انعدام اتخاذ الإجراءات، أو صنع القرارات من قبل الدول الخارجية، أصبح هو المحدد الأمثل لمصير محافظة إدلب.

وبعد انقضاء 6 أعوام، كانت تتصرف خلالها بصورة براغماتية جادة وصارمة، بدأ المخطط الاستراتيجي لـ”جبهة النصرة” في الاقتراب من مراحله النهائية، وبعد تدمير أو إخضاع كل المنافسين المحتملين على الأرض، تحاول الجماعة التي بات اسمها “هيئة تحرير الشام” استغلال سيطرتها العسكرية في محافظة إدلب، بغية ضمان إنشاء هيئة الإدارة المدنية بالمحافظة تحت هيمنتها المباشرة.

وفي حال حصلت “هيئة تحرير الشام” على التأييد الكافي لهذه المبادرة، تكون حققت انتصاراً كبيراً لمشروعها المتطرف داخل سوريا، وكأن ذلك من الأهداف التي طالما تحدثت عنها “جبهة النصرة” ومنذ فترة طويلة، باعتبارها الخطوة الضرورية السابقة على إعلان “إمارتها” في المحافظة، ورغم أن أغلب الشخصيات المعارضة البارزة في سوريا تواصل الاعتراض الشديد على احتمالات إقامة الإدارة المدنية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” في إدلب، فمن الصعب التغافل عن الحتمية المرجحة لاستحداث هذه الإدارة في مرحلة ما من المستقبل المنظور، في كل الأحوال من يستطيع في إدلب ويملك الإرادة أو القدرة على التدخل وإفساد الأمر على “جبهة النصرة”؟ ومن في الخارج لديه المصلحة في الحيلولة دون تشكيل هذه الإدارة، في حين أن تشكيل الإدارة المدنية في حدّ ذاته سيوفر الذرائع اللازمة للتدخل؟