صحيفة أمريكية : تصادم وشيك بين أنقرة وواشنطن في منبج

يستمر الصراع في مدينة منبج الاستراتيجية بين الأطراف المتصارعة في سوريا في السيطرة عليها , وتعتبر سيطرة أي طرف عليها مناقض وخطر بالنسبة لمصالح بقية الأطراف الأخرى. فأن سيطرت عليها الأتراك تعتبر بمثابة اعلان حرب بين الجانب الكردي وقوات سوريا الديمقراطية وبين الجيش التركي ودرع الفرات , وتعتبر أيضا ضربة للقرارات الأمريكية التي تحاول الاحتفاظ بالمدينة التي تعتبر نقطة الوصل بين كوباني وعفرين. وفي حال لو بقيت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية , فأن تركيا تعتبرها خطر على أمنها وتستمر الصراع هكذا وقد تصبح ساعة حرب بين الأطراف التي كانت تعتبر حليفة حتى في الوقت القريب. في هذا السياق قالت مجلة ناشونال إنترست الأميركية إن تصريحات الساسة الأتراك وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب أردوغان بشأن سوريا، تمثل تحديا لسياسة أميركا في ذلك البلد وللقوات الأميركية المنتشرة هناك، التي تساعد قوات سوريا الديمقراطية الكردية في حربها ضد تنظيم داعش. وكان الرئيس التركي قد صرح قبل أيام بأن بلاده ستوسع دورها في الصراع السوري، مشددا على خروج المقاتلين الأكراد من مدينة منبج «لأنها تنتمي للعرب»، وعدم مشاركتهم في تحرير مدينة الرقة. وتقول المجلة إن تصريحات أردوغان هي الثانية له التي يهدد فيها بتوسيع دور أنقرة في سوريا، الذي يرتكز على مساعدة الجيش السوري ’’ الحر ’’ وهي فصائل ضمن درع الفرات التي أسستها تركيا , وتدعمها بالسلاح والعتاد. وسلطت المجلة الضوء على زيارة لقائد القوات الأميركية في العراق وسوريا، الجنرال جوزيف فوتيل، في نهاية شهر فبراير الماضي، التي ألمح خلالها إلى أن أميركا ستنشر مزيدا من القوات البرية في سوريا، بعد أن فعلت ذلك في مدينة الموصل بالفعل وحركت جنودها إلى الخطوط الأمامية لأول مرة منذ بدء الحرب ضد تنظيم داعش قبل عامين , ووصلت جنود مارينز لأول مرة الى حدود منبج لتتمركز بين الشريط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري وبين الجيش التركي. وتقول المجلة إن التهديد التركي يأتي في ظل تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهزيمة التنظيم وإصدار أوامر للبنتاجون بصياغة خطة لتنفيذ ذلك الهدف. وتعتقد المجلة أن ما تخشاه الولايات المتحدة هو انجرار الأكراد إلى صراع مع الأتراك، وهم أيضا حلفاء لأميركا، وأن ذلك أحدث مأزقا لدى المخططين العسكريين الأميركيين، خاصة في وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع، اللتين انتهجتها سياسة ذات وجهين، بسبب اختلاف الحلفاء في ساحة حرب واحدة. فمن ناحية، تمثل تركيا أحد أقرب حلفاء أميركا في المنطقة فضلا عن كونها عضوا في الناتو، وهو ما تجلى في زيارة مدير «سي آي إيه» مايك بومبيو إلى أنقرة، بعد أيام فقط من توليه منصبه، لكن من ناحية أخرى، تعزز وزارة الدفاع علاقتها مع الأكراد وتمدهم بالسلاح والمعدات. وتابعت المجلة القول إن تركيا توقعت تحسن علاقتها مع إدارة ترمب، لكنها تريد اختبار العلاقة ومعرفة إلى أي مدى سيكون التقارب بينهما. وأضافت أن الأتراك سيحاولون اخراج الأكراد من منبج وقراها، وهو ما قد لا يتم بسهولة، فلتجنب ذلك، قد يلجؤون إلى العمل مع نظام الأسد وتسليم بعض الأراضي له، لمعرفتهم أن تركيا تخشى الانجرار لصراع مباشر مع بشار أو حليفه روسيا. وتتوقع المجلة أن تحث تركيا صناع السياسة الأميركية على دعم تحرير الرقة بهجوم تقوده تركيا، وهو ما سيتطلب تخلي أميركا عن المسلحين الأكراد. وختمت المجلة بالقول إن تواجد قوات نظام بشار والأكراد والأميركيين والأتراك والجيش ’’ الحر ’’ في مناطق شديدة القرب من بعضها يزيد من خطر نشوب صراع بينهم، والأهم أن هذا الصراع سيشتت الجهود بعيدا عن حرب تنظيم داعش .

قد يعجبك ايضا