بعد سنواتٍ من ثبات خارطة السيطرة في مناطق شمال غرب سوريا، دون أي تغييرٍ يُذكر لطرفٍ على حساب الآخر، وفي ليلةٍ وضحاها، انقلبت الموازين هناك رأساً على عقب، على خلفية الهجوم الذي تشنه فصائلُ مدعومةٌ من تركيا، على رأسها هيئة تحرير الشام الإرهابية “جبهة النصرة” سابقاً، على مناطق سيطرة الحكومة في جبهتي حلب وإدلب، حيث حققت الهيئة تقدماً سريعاً أثار علامات استفهامٍ كبيرة.
تقدم الهيئة الإرهابية وأخواتها، على حساب قوات الحكومة وخصوصاً في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية وثاني أكبر مدن سوريا، جاء دون أي مقاومةٍ من قوات الحكومة السورية، التي فرّت من المنطقة وقالت في وقتٍ لاحق، إن انسحابها جاء بهدف التعزيز والتحضير لهجومٍ مضاد.
وشهدت حلب ومناطق في إدلب غاراتٍ جويةً شنتها القوات الحكومية والقوات الروسية، أسفرت عن مقتل العشرات من العناصر، بالإضافة لسقوط ضحايا مدنيين وخاصةً في دوار باسل بمدينة حلب.
وبحسب المرصد فقد ارتفعت حصيلة الاشتباكات المستمرة لليوم الرابع على التوالي، بين هيئة تحرير الشام وقوات الحكومة في ريفي حلب وإدلب، إلى أكثر من ثلاثمئة قتيلٍ من الطرفين، بينهم مدنيون.
مختصون في الشأن السوري عبروا عن استغرابهم من التقدم السريع لهيئة تحرير الشام الإرهابية والفصائل الأخرى، مقابل انسحاب قوات الحكومة بشكلٍ مُفاجئٍ وسريع، ما قد يشير إلى أن يكون هذا السيناريو هو نتيجةً لتفاهماتٍ دولية، ما يعني أن مصير الشعب السوري والحل السياسي بسوريا، يمضي في طريقٍ المجهول.