تشهد سوريا مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والدبلوماسية مع دولٍ إقليميةٍ ومجاورة، كان آخرُها زيارةَ وفدٍ لبناني إلى العاصمة دمشق، ضمَّ رئيسَ الحكومة اللبنانية نواف سلام ووزيرَي الخارجيةِ والداخلية، إلى جانب مسؤولين سوريين بارزين، بهدف بحثِ ملفاتٍ ذاتِ اهتمامٍ مشترك.
وفي هذا الصدد كشف بيانٌ صادرٌ عن مكتب رئاسة مجلس الوزراء اللبناني أن اللقاءَ تناول عدةَ قضايا، أبرزُها ترسيمُ الحدودِ البريةِ والبحرية، خاصة عَقِبَ تصاعدِ الاشتباكاتِ بين قوات الحكومة الانتقالية وجماعاتٍ مسلحة يُقال إنها تتبع لحزب الله اللبناني.
كما شمل الحوارُ ملفَّ المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا، والمطالبةَ بتعاونٍ قضائيٍّ يشمل تسليمَ المطلوبين للعدالة في لبنان، بما في ذلك المتورطون في تفجير مسجدَيْ التقوى والسلام في طرابلس عام 2013.
البيان أكد كذلك أن اللقاءَ ناقش أيضاً مسألةَ العودةِ الآمنة للاّجئين السوريين بمساعدة الأمم المتحدة ودولٍ عربية، إضافة إلى ملفاتٍ اقتصادية مثلَ استجرارِ النفط والغاز، وتطويرِ خطوط الطيران المدني بين البلدين. كما تم الاتفاقُ على تشكيل لجنة وزارية لمتابعة القضايا المشتركة.
وأشارت الحكومة اللبنانية إلى أن هذه الزيارةَ تمثّلُ خطوةً نحو إعادةِ بناءِ الثقة بين البلدين، وَفقَ نهجٍ يقوم على احترام السيادة، وحسنِ الجوار، وعدمِ التدخلِ في الشؤون الداخلية، ما يُمهّد لمسارٍ جديدٍ من التعاون بين بيروتَ ودمشق.