يبدو أن تردي الواقع الخَدمي في سوريا، آخذٌ بالتفاقم أكثرَ فأكثر، وسط معاناةٍ كبيرة يعيشها السوريون، على خلفية أزماتٍ تولّد أزماتٍ أخرى، دون تحركاتٍ جديدة لمعالجة الواقع المعيشي المتردي.
مدينة حلب على سبيل المثال لا الحصر، تشهد تدهوراً كبيراً في الخدمات الأساسية، جعل الحياة اليومية لمعظم السكان أشبهَ بصراعٍ مستمر لتأمين أبسط مقومات العيش، فمن الكهرباء إلى المياه، ومن النظافة إلى الرعاية الصحية وغلاء الأسعار، باتت حمولة المواطن تفوق قدرته على التحمل.
ولعل أبرز ما يعاني منه أهالي المدينة الواقعة في الشمال السوري، هو الانقطاع شبه الدائم للكهرباء، مما دفع بعض السكان للاعتماد على المولدات التي تُثقل كاهلهم، إذ لا يستطيع الجميع تحمّل تكاليفها، مما يترك الآلاف في مواجهة المعاناة، مع برد الشتاء وحر الصيف.
ورغم أن حلب كانت تاريخيًا مشهورةً بمياهها، إلا أن الماء الذي يصل إلى المنازل غالبًا ما يكون غيرَ صالحٍ للشرب، مما دفع السكان إلى الاعتماد على الصهاريج التي تنقل المياه بأسعارٍ مرتفعة، يصل ثمنُها إلى 50 ألف ليرة سورية للصهريج الواحد، وذلك في الوقت الذي تعاني المراكز الصحية من نقصٍ كبيرٍ في الكوادر الطبية والأدوية.
ويعيش أهالي حلب تحت ضغطٍ يومي نتيجة تردي الخدمات، في ظل صمتٍ من الجهات المعنية وتجاهلٍ لمعاناتهم، ومع استمرار هذا الوضع، تتزايد مخاوف المدنيين من تفاقم الأزمات، وسط مطالباتٍ بحلولٍ عاجلة تضع حدًا لهذا التدهور، وتخفف من معاناة السكان.