سوريا.. التعزيزات الحكومية “الغامضة” إلى السويداء تفتح باب التكهنات بمصير المحافظة

في وقتٍ يواصل سكان السويداء احتجاجاتهم السلمية المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد للشهرِ التاسع توالياً، عمدت قوات الحكومة السورية إلى استقدام تعزيزاتٍ عسكريةٍ ضخمة، إلى المحافظة الواقعة جنوبي البلاد، في تحرُّكٍ فتح معه باباً واسعاً من التساؤلات حول أهداف دمشق من هذا الإجراء الذي وصفه مراقبون بالغامض، على ضوء الوضع الحساس للمنطقة.

أرتالٌ عسكريةٌ حكومية ضمت عشرات الآليات، من دباباتٍ وسياراتٍ مزودةٍ برشاشات متوسطة، وحافلاتِ مَبيت تقلُّ مئات العناصر، توجهت إلى المواقع العسكرية والأمنية في محافظة السويداء، على مدار عدة أيامٍ أواخرَ الشهر الفائت وخلال أيار / مايو الحالي، الأمر الذي اعتبره محللون للشأن السوري بأنه محاولةٌ من دمشق لرفع معنويات مواليها الموجودين في المحافظة المُنتفضةِ في وجه السلطة، دون استبعاد وجود أسبابٍ مرتبطةٍ بالتطورات الإقليمية في المنطقة.

ويرى عضو الأمانة العامة للجان الديمقراطية السورية، فاضل نوفل أنّ لهذه التعزيزات سببين، الأول، هو “محاولة النظام إعادة هيبته والقول لأنصاره في السويداء، إنه موجود وقادر على عمل شيء”.

وأضاف نوفل في مقابلة لليوم، “السبب الثاني قد يكون مسألة انتشار أوسع للنظام وقواته في الجنوب السوري، نتيجة الأحداث التي تحدث خاصة بين إسرائيل وإيران.. هناك أخبار وصلت غير مؤكدة بأنّ هذه التعزيزات قد تكون تابعةً للميليشيات وليست للقوى الأمنية أو لجيش النظام السوري”.

التعزيزات العسكرية لقوات الحكومة السورية، ترتبط بشكلٍ أو بآخرَ بالاحتجاجات الشعبية المتواصلة في السويداء، والهدف إخمادُ الحَراك السلمي وترهيب المحتجين، الذين ردّوا على هذا التحرك بالخروج إلى ساحة الكرامة، التي باتت منذ آب / أغسطس الماضي المركزَ الرئيس لحراكهم.

واعتبر فاضل نوفل أنّ التحركات العسكرية الحكومية “لا يمكن أن ترهب أهل السويداء”، مشيراً إلى أنّ المظاهرة التي شهدتها المدينة يوم الجمعة، تؤكد استمرار المحتجين بحراكهم الشعبي، حتى تحقيق المطالب.

ويؤكد المحتجون وشيوخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء على سلمية الحراك الشعبي ومطالبه في الحرية والكرامة، فيما يتخوّف البعض من إمكانية حدوث تصعيدٍ قد تبدأه قوات الحكومة السورية، من خلال محاولات إيقاف هذا المد الشعبي الغاضب، فيما يؤكد مراقبون على خطورة أي تحرُّكٍ من جانب الحكومة، قد يتسبب بعواقبَ وخيمةٍ على عموم البلاد.