سقوط قذائف على الجانب التركي مصدره الأراضي السورية
يبدو أن تحليلات بعض المراقبين للوضع السوري حول احتمالية التوتر القريب بين روسيا وتركيا وفي الذات بخصوص محافظة ادلب التي امتلأت بحلفاء تركيا بدأ يأخذ مجراه حيث ذكرت وكالة أنباء “الأناضول” التركية أن قذيفتين من سوريا سقطتا على إقليم خطاي بجنوب شرق تركيا وأنّ القوات الحدودية ردّت بإطلاق النار.
ولكن اللافت أنّ إعلان “الأناضول” أشار إلى أن القذيفتين، جاءتا من منطقة تسيطر عليها قوّات النظام السوري ، وعادة ما توجّه تركيا اتهامات إلى وحدات حماية الشعب الكردية باستهداف مناطق حدودية لها، وليس لقوات النظام .
التطوّر الجديد يأتي في ظل عودة التصعيد الكلامي بين دمشق وأنقرة، والذي اعتبره البعض انعكاسا للتوتر الروسي التركي على خلفية عدم استجابة موسكو لمطالب تركية من بينها عدم استدعاء الأكراد وعلى رأسهم الاتحاد الديمقراطي لمؤتمر سوتشي الذي من المقرّر أن يعقد الشهر الجاري، بحسب الكرملين.
حيث جدّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الثلاثاء التأكيد على أنّ رئيس النظام بشار الأسد لا يمكنه توحيد سوريا، وأنّ عليه التنحي ويتعيّن ألاّ يبقى مثل هذا النظام حتى ولو لفترة انتقالية.
وكانت دمشق ردت على تصريحات اردوغان التي وصفت بشار الأسد بالإرهابي بالقول”إن أردوغان الذي حوّل تركيا إلى سجن كبير وكمّم أفواه أصحاب الرأي والصحافة وكل من يختلف معه ممن يعارضون سياساته التدميرية، لا يملك أي صدقية لإلقاء العظات التي اعتاد عليها والتي لم تعد تلقى أيّ اهتمام بل تشكل إدانة له.”.
ويرى مراقبون أنّ التصعيد المتبادل بين أنقرة ودمشق، قد يأخذ منحى أكثر خطورة، خاصة وأنّ روسيا والنظام السوري ماضيان في شنّ حملة عسكرية عند أطراف محافظة إدلب التي تتخذها تركيا مركز نفوذ لها في سوريا.
كما أن موسكو على ما يبدو قد تخلّت عن سياسة “الصبر الاستراتيجي” في التعاطي مع أنقرة ومطالبها، وهو ما دلّ عليه تصريح وزير الخارجية سيرغي لافروف حينما قال “إن الوجهة المقبلة بعد داعش ستكون النصرة” التي تحكم قبضتها على إدلب بدعم تركي..
هذا وتشير أوساط سياسية إلى أنه هناك اليوم عملية ليّ ذراع تمارس بين روسيا والنظام السوري من جهة وتركيا من جهة ثانية، وقد تنتهي بسعي كل طرف إلى تقويض من أنجزه الآخر وإن كانت الكفّة تميل إلى صالح روسيا.